متى يظهر فيروس سي في التحاليل؟
يصيب فيروس التهاب الكبد الوبائي سي (HCV) ما يقرب من 170 مليون فرد على مستوى العالم، وهو المسؤول عن 15% - 20% من حالات التهاب الكبد الحاد، ومع ذلك فإن أعراضه قد تكون غير ملحوظة لسنوات طويلة، الأمر الذي قد يعرض المرضى لمضاعفات خطيرة قد تهدد الحياة مثل تليف وسرطان الكبد، لذا فإن إجراء الاختبارات بشكل دوري يساعد على اكتشاف المرض في مراحله المبكرة قبل أن يؤثر في الكبد، ويتساءل البعض متى يظهر فيروس سي في التحاليل؟ وهو ما سنجيب عنه في هذا المقال.
تعرف علي : ما هي أعراض فيروس C؟ وكيف يمكن علاجه؟
متى يظهر فيروس سي في التحاليل؟
تُعتبر اختبارات الدم هي الوسيلة التشخيصية الأساسية لالتهاب الكبد الوبائي سي، وإذا أُصيب شخص ما بفيروس التهاب الكبد الوبائي سي، يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يتعرف النظام المناعي في الجسم على الفيروس ويبدأ في تطوير أجسام مضادة، والتي يمكن لفحص الدم اكتشافها، وتُعرف الفترة الزمنية بين التعرض للفيروس والوقت الذي يمكن فيه للاختبار اكتشاف العدوى بشكل موثوق بـ " فترة النافذة".
إذا أجرى الشخص اختبارًا خلال فترة النافذة، فقد يتلقى نتيجة سلبية مبكرة، وسيحتاج لإعادة الاختبار، لذا من الأفضل إجراء فحص الدم لفيروس سي بعد انتهاء فترة النافذة لضمان دقة النتائج. عادةً ما تكون فترة نافذة التهاب الكبد الوبائي سي من 3 إلى 12 أسبوعًا، من وقت التعرض للفيروس، وقد يحتاج الجسم لدى بعض الأشخاص لفترة أطول لإنتاج الأجسام المضادة قد تصل لـ 6 - 9 أشهر ولكنه أمر نادر، وبصفة عامة بعد 6 أشهر يكون معظم الأشخاص قد طوروا ما يكفي من الأجسام المضادة لاكتشاف فيروس التهاب الكبد الوبائي سي.
وللإجابة عن السؤال السابق، فإن اختبار الحمض النووي الريبي لفيروس التهاب الكبد الوبائي سي (اختبار الـ PCR) يمكنه اكتشاف فيروس سي في فترة زمنية قصيرة تتراوح من أسبوع إلى 3 أسابيع، بينما يظهر اختبار الأجسام المضادة لالتهاب الكبد الوبائي سي الإصابة بالفيروس بعد 3 إلى 12 أسبوعًا من التعرض للفيروس، ويتوافر في بعض المعامل اختبارات سريعة لفيروس التهاب الكبدي الوبائي سي تظهر نتائجها خلال 20 - 30 دقيقة فقط.
أما اختبار وظائف الكبد فيظهر ارتفاع في مستوى إنزيمات الكبد بعد 7 - 8 أسابيع من الإصابة بالعدوى، ومع ذلك فإن اختبار وظائف الكبد ليس الوسيلة القاطعة لتشخيص الإصابة بفيروس سي، فقد يكون مستوى الإنزيمات طبيعيًا حتى مع الإصابة بالفيروس.
اقرأ المزيد عن: ما هي أفضل الأطعمة التي يجب أن يتناولها مريض الكبد؟
أنواع تحاليل فيروس سي؟
يمكن اكتشاف الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي سي من خلال عدة فحوص للدم تستهدف ما يلي:
- اكتشاف الأجسام المضادة للفيروس.
- الكشف عن الحمض النووي الريبي للفيروس.
- تحديد سلالة الفيروس.
وسيحدد الطبيب الفحص المناسب وفقًا لأعراض المريض والتوقيت الذي تعرض فيه للفيروس. وسنتحدث عن هذه الاختبارات بالتفصيل في السطور التالية.
اختبار الأجسام المضادة لالتهاب الكبد الوبائي سي - Anti-HCV antibodies
يُعد هذا الاختبار هو الأكثر شيوعًا، ويتحقق هذا الاختبار من وجود الأجسام المضادة لفيروس التهاب الكبدي الوبائي سي في الدم، والأجسام المضادة هي بروتينات يصنعها الجسم للحماية من البكتيريا والفيروسات، ولكل مرض أجسام مضادة خاصة به، وتبقى الأجسام المضادة في الدم حتى بعد الشفاء، يحدد اختبار الأجسام المضادة لالتهاب الكبد الوبائي سي ما إذا كان المريض قد تعرض للفيروس في مرحلةٍ ما من حياته أم لا.
نتائج الاختبار:
نتيجة سلبية (غير تفاعلي): تكون النتيجة سلبية عندما لا يظهر الفحص أي أجسام مضادة للفيروس، ما يعني عدم الإصابة به. في بعض الأحيان، قد تكون النتيجة السلبية خاطئة، ما يعني وجود إصابة بالفيروس حتى مع عدم اكتشاف أجسام مضادة، وقد يحدث ذلك في الحالات التالية:
- إذا أُجرى الاختبار بعد وقت قصير جدًا من التعرض (خلال فترة النافذة)، ما يعني حدوث العدوى ولكن الأجسام المضادة لم تُنتج بشكل كافِ للتحقق منها.
- الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
- أمراض نقص المناعة والتي قد تثبط إنتاج الأجسام المضادة.
- تناول الأدوية المثبطة للمناعة.
- الغسيل الكلوي.
نتيجة إيجابية (تفاعلي): هذه النتيجة تعني أن المريض بالفعل مصاب بالفيروس، وقد تكون النتيجة الإيجابية خاطئة، ويحدث هذا لشخص من بين كل خمسة أشخاص مصابين بالتهاب الكبد الفيروسي سي للأسباب التالية:
- قد يخلط الاختبار بين الأجسام المضادة لفيروس التهاب الكبد الوبائي سي، وبين تلك الخاصة بالذئبة الحمراء والتهاب المفاصل الروماتويدي وحالات أخرى.
- قد يختفي التهاب الكبدي الوبائي دون علاج ولكن تظل الأجسام المضادة في الدم.
- قد يكون لدى الأطفال المولودين لأمهات مصابات بالتهاب الكبد الوبائي سي أجسام مضادة للفيروس، لكن معظم الأطفال حديثي الولادة غير مصابين في الواقع.
إذا كانت نتيجة اختبار الأجسام المضادة إيجابية، فإن الخطوة التالية هي الكشف عن الحمض النووي الريبي للفيروس، والذي يساعد على معرفة ما إذا كانت هناك عدوى حالية أم لا.
تحليل فيروس سي PCR
وهو اختبار للكشف عن الحمض النووي الريبي للفيروس (HCV- RNA)، والحمض الريبي RNA هو نوع من المواد الوراثية في الخلية، ويقيس هذا الاختبار عدد جزيئات الحمض النووي الريبي الفيروسي (المادة الوراثية من فيروس التهاب الكبد) في الدم. يُعد اختبار الحمض النووي الريبي دقيقًا بنسبة 100٪ تقريبًا، ويمكنه اكتشاف العدوى في غضون أسبوعين بعد التعرض. إذا كانت نتائج الاختبار إيجابية بعد اختبار الأجسام المضادة لالتهاب الكبد الوبائي سي، يستخدم الأطباء اختبار للحمض الريبي للبحث عن الإصابة الحالية بالفيروس (اختبار الحمض الريبي النوعي) وقياس كميته في الدم (اختبار الحمض الريبي الكمي ويسمى أيضًا "الحمل الفيروسي")، ويساعد هذا التحليل فيما بعد على تحديد كمية الفيروس بعد العلاج، ما يساعد على مراقبة استجابة الجسم للعلاج وفاعليته.
نتائج الاختبار:
نتيجة سلبية: حتى إذا كانت نتيجة اختبار الأجسام المضادة إيجابية، فإن النتيجة السلبية في هذا الاختبار تعني أن النتيجة السابقة ربما لم تكن صحيحة. على سبيل المثال، قد يكون الشخص مصابًا بعدوى اختفت من تلقاء نفسها. من المستبعد جدًا حدوث نتيجة سلبية خاطئة في اختبار الحمض النووي الريبي.
نتيجة إيجابية: إذا كانت النتيجة إيجابية فهذا يعني وجود عدوى نشطة، وأن الجسم لم يتمكن من القضاء على العدوى وأنها تطورت إلى مرحلة طويلة الأمد (مزمنة)، وسيحدد الطبيب خيارات العلاج، وعادةً ما يوصي بتكرار الاختبار بعد فترة من العلاج لمتابعة تطور الحالة. نظرًا لأن اختبارات الحمض النووي الريبي حساسة جدًا، فقد تحدث أحيانًا نتائج إيجابية خاطئة. هذا عادةً بسبب تلوث العينة، ولكنه أمر نادر الحدوث.
ولإجراء الفحوص السابقة سيأخذ أخصائي طبي عينة صغيرة من الدم لإرسالها للاختبار. قد تستغرق النتائج بضعة أيام أو أسابيع حسب نوع الاختبار.
اختبارات ما بعد التشخيص
بمجرد أن يشخص الطبيب الإصابة بالتهاب الكبدي الوبائي سي سيوصي ببعض الاختبارات لاكتشاف المزيد عن حالة المريض، ولتحديد العلاج المناسب، وتشمل هذه الاختبارات:
- اختبار التركيب الوراثي: يُعرف أيضًا باختبار النمط الجيني، ويُوجد ستة أنواع من فيروس التهاب الكبدي الوبائي سي، ويساعد هذا الاختبار على معرفة أي من هذه السلالات هو المسؤول عن الإصابة، وبالتالي تحديد العلاج المناسب له.
- اختبار وظائف الكبد: يقيس هذا الاختبار مستويات البروتينات والإنزيمات، والتي عادةً ما ترتفع بعد 7 إلى 8 أسابيع من الإصابة بالعدوى، ومع ذلك قد تكون مستوى الإنزيمات طبيعية حتى مع الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي سي.
وقد يحتاج الطبيب لإجراء بعض الفحوص التصويرية، للتحقق من تليف أو تصلب الكبد، مثل فحص الموجات فوق الصوتية (السونار)، كذلك قد يحتاج لأخذ خزعة من الكبد لفحصها في المختبر في حالة الشك بوجود أورام.
تعرف أيضًا على: أفضل الأطباء لعلاج أمراض الكبد في مصر
ما أعراض فيروس سي في بدايته؟
كثير من الأشخاص لا يدركون أنهم مصابون بالتهاب الكبد الوبائي سي إلا بعد فترة طويلة، ومع ذلك هناك عوامل خطر تزيد من فرص الإصابة بالفيروس، مثل العمر والتعرض للدم أو سوائل الجسم لشخص مصاب، وبصفة عامة يُوصى بإجراء اختبار الحمض الريبي مرة واحدة على الأقل لجميع البالغين الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا أو أكثر، ويُفضل إجراؤه بشكل دوري للمرضى الذين يعانون من عوامل الخطر للكشف المبكر، وتشمل عوامل الخطر ما يلي:
- تعاطي المخدرات عن طريق الحقن حاليًا أو في الماضي.
- إجراء عملية نقل دم أو زراعة أعضاء.
- غسيل الكلى (استخدام معدات ملوثة).
- ملامسة الإبر، للعاملين في القطاع الطبي، وفي أثناء الحصول على وشم أو ثقب.
- الولادة لأم مصابة بالتهاب الكبد سي.
- الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية.
- إصابة الزوج أو الزوجة.
- مشاركة الأدوات الشخصية مثل شفرات الحلاقة، وفرشاة الأسنان، وقصافة الأظافر لشخص مصاب.
قد يُوصى بإجراء اختبار التهاب الكبد الفيروسي سي في حال ظهور أعراض قد تشير للإصابة به، وعلى الرغم أنه قد لا يسبب أعراضًا لفترة طويلة، فقد تظهر الأعراض على المرضى في غضون شهر إلى ثلاثة أشهر بعد الإصابة بالفيروس، وتشمل الأعراض:
- بول أصفر غامق.
- الشعور بالتعب والإجهاد بشكل مستمر.
- أعراض شبيهة بأعراض الانفلونزا، مثل آلام العضلات وارتفاع درجة الحرارة (الحمى).
- براز رمادي اللون.
- ألم في البطن.
- ألم في المفاصل.
- الغثيان والقيء وفقدان الشهية.
- اليرقان أو اصفرار الجلد والعينين.
الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كانت هذه الأعراض ناجمة عن التهاب الكبد سي هي إجراء الاختبار.
في النهاية، فقد أجبنا عن سؤال "متى يظهر فيروس سي في التحاليل؟" ويُنصح بعمل الاختبار بعد فترة كافية من التعرض للفيروس وفي معمل موثوق لضمان دقة النتائج.لدينا في مستشفيات أندلسية أفضل معمل تحاليل في القاهرة لتقديم الدقة والسرعة المطلوبة في الحصول على النتائج.
مشاركة المقال