ما هي أسباب وعلاج ألم الظهر وكيفية الوقاية منه؟

ما هي أسباب وعلاج ألم الظهر وكيفية الوقاية منه؟

صحة العمود الفقري

أربعة من كل خمسة أشخاص يُصابون بآلام أسفل الظهر في مرحلةٍ ما من حياتهم، وهي نسبة كبيرة، والسبب وراء ذلك أن العمود الفقري يدعم الجسم بأكمله، لذا يتعرض لعديد من العوامل التي تؤدي للشعور بالألم، بدايةً من الجلوس في وضع خاطئ، أو زيادة الوزن، أو حمل أشياء ثقيلة، وغيرها، ويمكن علاج ألم الظهر في العموم ببعض العلاجات المنزلية إذا لم تكن الحالة تستدعي تدخلًا طبيًا مثلما هو الأمر في حالات انزلاق الغضروف أو تمزق العضلات وغيرها، وإذا كان ألم الظهر شكوى متكررة لديك، فواصل قراءة المقال لمعرفة أهم أسبابه وطرق علاجه.

ما هي أسباب ألم أسفل الظهر؟

قد ينتج ألم أسفل الظهر عن عديد من الحالات، ولكن أكثرها شيوعًا هي الإصابات في العضلات والأوتار والتي قد تسبب ألمًا يتراوح بين الخفيف إلى الشديد الذي قد يعوق الشخص عن ممارسة حياته اليومية.

منطقة أسفل الظهر هي نقطة الوصل بين العمود الفقري والحوض، وتتحمل هذه المنطقة وزن الجزء العلوي من الجسم، لذا فإنها تتعرض لكثير من الضغط والإجهاد، ما يجعلها أكثر عرضة للإصابات.

بصفة عامة تشمل الأسباب الشائعة لألم أسفل الظهر ما يلي:

التهاب المفاصل في العمود الفقري

يمر الهيكل العظمي بعديد من التغيرات مع التقدم في العمر ومنها تآكل الغضاريف (أنسجة ضامة تمنع احتكاك المفاصل ببعضها) الذي يؤدي إلى زيادة الاحتكاك بين المفاصل، ما يسبب ألمًا فيها، ولا يقتصر الأمر على المسنين فقد يحدث التهاب المفاصل مع الاستخدام المفرط للمفصل كما هو الحال مع الرياضيين أو من تتطلب وظائفهم مجهودًا بدنيًا.

إصابات الظهر

لا تقتصر إصابات الظهر على حوادث التصادم والارتطام أو السقوط كما يعتقد البعض، ولكن يمكن أن تُصاب منطقة أسفل الظهر عند حمل أشياء ثقيلة، أو الانحناء بطريقة خاطئة لالتقاط شيء من الأرض، وغيرها.

الأقراص المنفتقة

الأقراص هي أشبه بوسائد بين الفقرات تحتوي على مادة هلامية، ما يمنح العمود الفقري مرونة ويسمح بالانحناء. تمتص هذه الأقراص الصدمات، ما يساعد على حماية العمود الفقري. تمزق الأقراص هو واحد من المشكلات الشائعة، إذ يتمزق القرص وتخرج محتوياته، التي تضغط على نهايات الأعصاب، ما يسبب ألمًا في أسفل الظهر ومناطق أخرى.

داء القرص التنكسي

وفيه يتآكل القرص مع التقدم في العمر، وهو من الأسباب الشائعة لصعوبة الانحناء والشعور بألم أسفل الظهر. 

الانزلاق الغضروفي

قد ينزلق القرص أيضًا خارج الفقرات ما يُعرف بـ الانزلاق الغضروفي، فيضغط على الحبل الشوكي ونهايات الأعصاب، ويسبب الألم الذي قد يستمر لستة أسابيع إذ لم يُعالج.

إجهاد العضلات

قد يؤدي النشاط البدني الزائد إلى إجهاد العضلات والأربطة والأوتار الموجودة في الظهر، وقد يصل الأمر لتمزقها خاصةً مع الحركات المفاجئة، ما يسبب ألمًا شديدًا.

عرق النسا

عادةً ما يحدث نتيجة الانزلاق الغضروفي، إذ يضغط القرص المنزلق على العصب الوركي (يمتد هذا العصب من أسفل الظهر عبر الأرداف وحتى أسفل الساق)، ما يسبب شعورًا بالوخز في أسفل الظهر وألم يمتد بطول الساق.

تضيق العمود الفقري

يُقصد به صغر المساحة الموجودة داخل العمود الفقري، ما يؤدي إلى ضغط الفقرات والأقراص على الحبل الشوكي والأعصاب، مسببًا الشعور بالخدر والتنميل والألم خاصةً عند الوقوف أو المشي.

الشد العضلي

قد يكون ألم أسفل الظهر ناجمًا عن تشنج العضلات، والذي يحدث نتيجة النوم بطريقة خاطئة، أو الجلوس فترة طويلة في وضع غير صحيح، أو نتيجة نقص بعض المعادن كالمغنيسيوم.

هشاشة العظام

تنتج عن فقدان كثافة العظام وهي شائعة لدى النساء بعد الحمل والولادة ومع التقدم في العمر، وينجم عنها ضعف العظام والفقرات وتعرضها للكسور.

قد يحدث ألم أسفل الظهر أيضًا بسبب حالات أقل شيوعًا، مثل:

  • الجنف، وهو انحناء غير طبيعي في العمود الفقري.
  • الفيبروميالغيا، تُعرف أيضًا بالألم العضلي الليفي، وهي حالة تسبب ألمًا طويل المدى في المفاصل والعضلات والأوتار. 
  • التهاب الفقار، وهو من أمراض المناعة الذاتية، التي تسبب التهاب المفاصل. 
  • سرطان النخاع الشوكي.

قد يشعر المريض/ ة بألم في أسفل الظهر دون أن يكون السبب متعلقًا بالعظام أو بالعضلات ولكنه قد يكون مشكلة في الأعضاء الموجودة في النصف السفلي من الجسم، مثل: حصوات الكلى والتهاب المثانة، وتكيسات المبايض والأورام الليفية الرحمية، وبطانة الرحم المهاجرة.

عوامل الخطر للإصابة بألم أسفل الظهر

تزداد فرص الإصابة بألم أسفل الظهر في الحالات التالية:

  • التقدم في العمر.
  • السمنة.
  • الحمل.
  • اضطرابات النوم (الأشخاص الذي يعانون من اضطرابات النوم هم أكثر عرضة للإصابة بآلام الظهر).

شاهد في الفيديو: 3 عوامل للإصابة بآلام أسفل الظهر | د. طاهر محمد علي - مدرس واستشاري جراحة المخ والأعصاب بمستشفيات أندلسية

ما هو علاج ألم أسفل الظهر؟

عادةً ما تتحسن آلام الظهر في العموم من تلقاء نفسها مع الراحة ومسكنات الألم التي لا تحتاج وصفة طبية، وقد تساعد العلاجات المنزلية كالكمادات على تخفيف ألم الظهر خلال أول 72 ساعة من بدايته.

إذا استمر الألم بعد ذلك فيجب استشارة الطبيب، والذي قد يوصي بالعلاجات التالية:

  • مرخيات العضلات: تخفف من الشد العضلي، ولكنها لا تساعد على تسكين الألم.
  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: تعمل على تقليل الالتهاب وتسكين الألم، مثل: السيلوكسيب.
  • الستيرويدات الفموية: وهي مضادات للالتهاب ومنها ميثيل بريدنيزولون وبريدنيزون، وتستخدم لفترات قصيرة بجدول زمني يضعه الطبيب.
  • حقن الستيرويد فوق الجافية: من العلاجات الشائعة لآلام أسفل الظهر، خاصةً تلك الناجمة عن عرق النسا، وفيها تُحقن الستيرويدات في الحيز المحيط بالحبل الشوكي (فوق الجافية)، بتوجيه من الأشعة السينية. تساعد هذه الحقن على تخفيف الألم والالتهاب.
  • العقاقير الأفيونية: مثل الترامادول وعادةً ما يصفها الطبيب على المدى القصير في حالة الألم الشديد بعد جراحات الظهر، أو إذا كان الألم ناجمًا عن سرطان.
  • أحزمة الظهر: قد ينصح الطبيب أيضًا بارتداء أحزمة الظهر لدعم الفقرات، ما يساعد بدوره على تخفيف الشعور بالألم.

قد يلجأ الطبيب للجراحة في الحالات الشديدة، وتشمل جراحات آلام أسفل الظهر الشائعة:

  • إزالة القرص المنفتق: لتخفيف الضغط على الحبل الشوكي والأعصاب.
  • استئصال الصفيحة الفقرية: وفيها يقوم الجراح بتوسيع القناة الشوكية لتخفيف الضغط على النخاع الشوكي والأعصاب.

كيفية علاج ألم الظهر بالعلاج الطبيعي 

قد يوصي الطبيب بالعلاج الطبيعي كجزء من الخطة العلاجية لتخفيف آلام الظهر، تشمل تمارين العلاج الطبيعي تلك التي يقوم بها الاختصاصي للمريض، أو التي يمكن ممارستها في المنزل تحت إشراف منه، وتشمل:

  • تمارين التمدد والإطالة: تساعد على زيادة قوة ومرونة عضلات الظهر والأرداف والوركين والساقين التي تدعم العمود الفقري.
  • تمارين التقوية: تساعد أيضًا على تقوية عضلات الوركين والأرداف والبطن، والتي تُعرف بالعضلات الأساسية التي تدعم الظهر، ما يقلل فرص الإصابة فيه، ويُوجد برنامجان من هذه التمارين وهي:
    برنامج ماكنزي: يشتمل على تمارين تساعد على تقوية العضلات الأساسية، وتقلل الألم الناجم عن الانزلاق الغضروفي والقرص المنفتق.
    برنامج التثبيت الديناميكي القطني: يساعد على تقوية العضلات بشكل يسمح بتقويم العمود الفقري لوضعه الصحيح، ما يساعد على تقليل الألم الناتج عن الانحناء والاعوجاج.
  • التمارين الهوائية المعتدلة: وتشمل المشي أو التحرك على الدراجات الثابتة أو العلاج المائي (نوع من العلاج الطبيعي يُعالج فيه المرضى في حمامات مائية مصممة خصيصًا لهذا الغرض بإشراف من متخصص). تساعد التمارين الهوائية على تنشيط الدورة الدموية، وتسريع الشفاء من إصابات الحوادث وتقليل ألم الظهر.  

ما هي أهم الأدوية لعلاج ألم الظهر؟

لا تختلف الأدوية المستخدمة لعلاج ألم الظهر عن تلك التي ذكرناها سابقًا في علاج ألم أسفل الظهر، ويمكن البدء بالمسكنات الفموية التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل: مضادات الالتهاب غير الستيرويدية ومنها النابروكسين والإيبوبروفين. 

وإلى جانب ما سبق قد يوصي الطبيب بـ:

  • الكريمات واللصقات الموضعية: يحتوي معظمها على خلاصة الكابسيسين والكافور وهي مكونات تساعد على تسخين المنطقة موضعيًا، ما يساعد على إرخاء العضلات المشدودة وتسكين الألم، كذلك قد يوصي الطبيب بالكريمات التي تحتوي على مضادات الالتهاب، مثل: ديكلوفيناك الصوديوم التي تعمل على تخفيف حدة الألم بشكل كبير خاصةً في حالات التهاب المفاصل والعضلات.
  • مضادات الاكتئاب: تساعد بعض أنواعها، مثل: أميتريبتيلين في حالات الألم المزمن.
  • مضادات الاختلاج (الصرع): تعمل هذه الأدوية على تنظيم الإشارات العصبية في الدماغ، ما يساعد على تقليل الألم الناجم عن الأعصاب، لذا عادةً ما توصف في حالات القرص المنتفق وعرق النسا، ومنها الجابابنتين والبريجابالين.

كيفية علاج ألم الظهر في المنزل

تساعد العلاجات المنزلية على تخفيف آلام الظهر الخفيفة إلى المعتدلة، ومع ذلك لا يجب الاكتفاء بها إذا استمر الألم، أو استخدام المسكنات بشكل مفرط فقد يكون الألم هو الطريقة التي يخبرك بها جسمك أن هناك مشكلة.

يمكن تجربة الطرق التالية لتخفيف آلام الظهر:

  • الكمادات الساخنة: العلاج بالحرارة من الطرق الشائعة لتخفيف آلام الظهر، إذ تساعد على زيادة تدفق الدم والأكسجين للعضلات والمناطق المتضررة، ما يعجل من شفائها، كذلك تساعد على إرخاء العضلات المتشنجة. يمكن استخدام وسادات التدفئة والكمادات أو الحصول على حمام مائي دافئ.
  •  كمادات ثلجية أو باردة: تساعد البرودة على تقليل التورم، وتسكين الألم، ويمكن استخدام الكمادات الساخنة قبل ممارسة الأنشطة لإرخاء العضلات، والباردة بعدها بالتناوب لتقليل الالتهاب والتهيج والتورم.
  • دعم الظهر: استخدام أحزمة الظهر هو وسيلة فعالة لدعم الفقرات وتسكين الألم، يساعد أيضا وضع وسادة عند الجلوس على تقليل الضغط على الفقرات. 

متى ألجأ للجراحة لعلاج آلام الظهر؟

لا تتطلب معظم حالات آلام الظهر جراحة، ولكن عادةً ما يوصي بها الطبيب إذا لم يتحسن ألم الظهر بعد الاستمرار على العلاجات غير الجراحية مدة تتراوح من 6 إلى 12 أسبوعًا.

يلجأ الطبيب للجراحة لعلاج آلام الظهر في عديد من الحالات ومنها:

  • القرص المنفتق الذي لا يتحسن الألم المصاحب له مع العلاجات التقليدية.
  • النتوءات العظمية التي تضغط على الحبل الشوكي.
  • كسور في الفقرات.
  • ورم النخاع الشوكي.

كذلك فإن المريض قد يحتاج الجراحة، إذا كان ألم الظهر مصحوبًا بالأعراض التالية:

  • صعوبة في المشي.
  • فقدان السيطرة على المثانة والأمعاء.

كيف يمكن الوقاية من آلام الظهر؟

لا يمكن منع آلام الظهر الناجمة عن مشكلات في العمود الفقري، ولكن يمكن تجنب الآلام المصاحبة للعادات اليومية الخاطئة عن طريق:

  • تجنب حمل أشياء ثقيلة.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • تقوية عضلات البطن والظهر عن طريق ممارسة الرياضة.
  • الجلوس بطريقة صحيحة ودعم الظهر بوسادة.
  • تجنب النشاط البدني الشديد.
  • عدم ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي فترات طويلة.
  • النوم على سطح ثابت.
  • اتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم والفوسفور.

في مجمل القول، فإن علاج ألم الظهر يعتمد على السبب ورائه، ومن المهم استشارة الطبيب إذا استمر الألم فترة طويلة حتى مع أخذ المسكنات فقد تكون هناك حاجة لعلاجات أخرى بجانب الأدوية مثل الحقن أو العمليات الجراحية.

الأسئلة الشائعة

  • كيف يتم تشخيص آلام الظهر؟

  • هل يمكن علاج ألم الظهر بالطب البديل؟

مشاركة المقال

تواصل معنا

الاسم الكامل*
closest branch
phone-number
email-address