ما هي اعراض الذبحة الصدرية​؟ وكيف تفرق بينها وبين ألم الصدر العادي؟

تُعد الذبحة الصدرية أحد نداءات الاستغاثة التي يُطلقها القلب عندما لا يحصل على احتياجه من الدم والأكسجين،  وذلك في شكل ضيق أو ضغط في الصدر أو ثقل مفاجئ، الأمر الذي يتطلب الانتباه والعلاج الفوري.   

في هذا المقال، نستعرض معًا ما هي الذبحة الصدرية، وأنواعها المختلفة، وأسبابها، وأعراضها الخطيرة، بالإضافة إلى طرق العلاج والوقاية. 

ما هي الذبحة الصدرية؟ 

الذبحة الصدرية هي شكل من أشكال الألم الشديد الذي يصيب مرضى قصور الشرايين التاجية، نتيجة انخفاض تدفق الدم إلى القلب. 

يُوصف ألم الذبحة الصدرية بأنه ألم ضغط أو ثقل أو ضيق في منطقة الصدر، ويحتاج إلى فحص طبي مُفصل للتعامل معه بشكل صحيح. 

برغم أن ألم الذبحة الصدرية شائع إلى حد كبير، فالعديد من المرضى لا يمكنهم التفريق بينه وبين آلام الصدر الأخرى مثل حرقة المعدة، لذا إذا كنت تعاني من ألم غير مُبرر ينبغي عليك طلب المساعدة الطبية بشكل فوري. 

أنواع الذبحة الصدرية 

هناك أنواع عديدة للذبحة الصدرية تختلف وفقًا لشكل الألم وطريقة استجابته للعلاج كما يلي، تعرف عليها فيما يلي. 

الذبحة الصدرية المستقرة 

الذبحة المستقرة هي النوع الأشهر من أنواع الذبحة الصدرية، وعادةً ما ترتبط بالنشاط البدني أو المجهود، وتتحسن الأعراض بمجرد الراحة أو تناول أدوية الذبحة. 

الذبحة الصدرية المستقرة عادةً ما تكون مستقرة وأعراضها مألوفة، ولا تزيد مدتها عن 5 دقائق. 

الذبحة الصدرية غير المستقرة 

تكمن مشكلة الذبحة الصدرية غير المستقرة في أنها غير متوقعة، ويمكن أن تحدث خلال وقت الراحة، وتزداد شدتها مع بذل الحد الأدنى من المجهود البدني. 

عادةً ما تكون الأعراض في تلك الحالة شديدة مقارنةً بالذبحة غير المستقرة، ويمكن أن تستمر لمدة تصل إلى 20 دقيقة أو أكثر، ولا يتحسن الألم بالراحة أو باستخدام الأدوية المعتادة للذبحة الصدرية. 

إذا استمر الألم لمدة أطول يمكن أن تتحول الحالة إلى نوبة قلبية، وتتسبب في ضعف عضلة القلب أو الوفاة إذا لم تحصل على التدخل الطبي الطارئ في الوقت المناسب. 

الذبحة الصدرية المتغيرة (برنزميتال) 

هذا النوع من الذبحة الصدرية لا يحدث نتيجة مرض الشرايين التاجية أو تصلب الشرايين، لكنه يحدث نتيجة تشنج الشرايين التاجية، وبالتالي تقليل تدفق الدم إلى القلب. 

يمكن أن يحدث هذا النوع من الذبحة الصدرية خلال الراحة أو أثناء النوم، لكنه عادةً ما يتحسن باستخدام أدوية الذبحة التقليدية. 

أسباب الذبحة الصدرية وعوامل الخطر 

يكمن السبب الأساسي للذبحة الصدرية في نقص تدفق الدم إلى عضلة القلب، وبالتالي نقص مستوى الأكسجين الذي تحتاجه العضلة كي تضخ الدم إلى مختلف أعضاء الجسم. 

يقل تدفق الدم إلى عضلة القلب إما نتيجة تراكم اللويحات في الشرايين في حالة مرضى الشرايين التاجية، أو نتيجة تشنج الأوعية الدموية. 

هناك مجموعة من عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بالذبحة الصدرية: 

• تقدم العمر أكثر من 60 سنة. 
• وجود تاريخ عائلي لأمراض القلب. 
• التدخين. 
• مرض السكري. 
• ارتفاع ضغط الدم. 
• ارتفاع مستوى الكوليسترول والدهون الضارة. 
• نقص النشاط البدني. 
• السمنة. 
• الضغط النفسي والعصبي. 
• الأمراض المزمنة الأخرى، مثل الفشل الكلوي، أو مرض الشرايين الطرفية، أو متلازمة التمثيل الغذائي. 
• استخدام المخدرات والمنشطات مثل الكوكايين. 
• درجات الحرارة شديدة البرودة. 

أعراض الذبحة الصدرية الشائعة 

أهم أعراض الذبحة الصدرية الشائعة هي ألم أو عدم راحة في الصدر، ويوصف بأنه شعور بالحرقان، أو الضغط، أو العصر، أو الامتلاء، وعادةً ما ينتشر ذلك الألم إلى الذراعين، أو الرقبة، أو الفك، أو الكتف، أو الظهر. 

تتضمن أعراض الذبحة الصدرية الشائعة الأخرى ما يلي: 

• الإرهاق. 
• الغثيان. 
• الدوخة. 
• العرق. 
• قصر النفس. 
• تختلف شدة النوبة القلبية ومدتها ونوعها من شخص لآخر، لذا ينبغي أن يفصحك الطبيب من وقت لآخر للاطمئنان لعدم تطور الوضع. 

تختلف أعراض الذبحة الصدرية في النساء عند مقارنتها بالرجال، ويمكن أن تظهر في شكل ألم يُوصف بأنه طعنات، أو ألم في المعدة، بدلًا من الوصف التقليدي للذبحة الصدرية. 

مضاعفات الذبحة الصدرية المحتملة 

التطور الأكثر خطورة للذبحة الصدرية هو النوبة القلبية، لذا إليك أهم العلامات التي تشير إلى احتمالية حدوث النوبة القلبية: 

ألم وضغط شديد في منتصف الصدر، يستمر لمدة تزيد عن 5 دقائق. 

انتشار الألم إلى مختلف أنحاء الجسم، وعدم انحساره عند الصدر، أو الكتف، أو الذراع، أو الظهر. 

الإغماء. 

التعرق الشديد. 

الغثيان والقيء. 

زيادة شدة الألم بمرور الوقت. 

صحتك مش مستنية!
احجز دلوقتي مع أفضل الأطباء في أندلسية واستفيد من الخدمة اللي تستحقها.
 احجز من هنا بخطوة واحدة بس

كيفية تشخيص الذبحة الصدرية 

يعتمد تشخيص الذبحة الصدرية على مجموعة من الفحوصات والاختبارات بهدف التشخيص الدقيق، تعرف عليها فيما يلي. 

رسم القلب (ECG) 

يُعد رسم القلب الطريقة الأسرع لمعرفة النشاط الكهربائي داخل عضلة القلب، من خلال رسم خطوط تعكس كهربية القلب، ومعدل النبض، وبالتالي يمكن تشخيص مشكلات القلب بدقة وسرعة. 

اختبار الجهد 

يتضمن هذا الاختبار المشي أو الحركة على جهاز أثناء تصوير كهربية القلب، لتسجيل التغيرات التي تعاني منها عضلة القلب عند بذل أي مجهود. 

القسطرة القلبية وتصوير الشرايين 

تتضمن القسطرة القلبية حقن صبغة داخل الشرايين التاجية، وتصوريها باستخدام أشعة X-RAY لمعرفة حالة الشرايين التاجية. 

طرق علاج الذبحة الصدرية 

الهدف من علاج الذبحة الصدرية هو تقليل عدد النوبات، وتقليل شدة الأعراض، وبالتالي تقليل احتمالية حدوث الأزمة القلبية، وإليك أهم طرق علاج الذبحة الصدرية. 

العلاج الدوائي 

تشمل أدوية علاج الذبحة الصدرية ما يلي: 

النيتروجليسرين: قرص تحت اللسان يستخدم لعلاج الذبحة الصدرية وتوسيع الشرايين، كما يمكن استخدامه كعلاج وقائي قبل الأنشطة التي تتطلب مجهودًا كبيرًا. 

الأسبرين: لتقليل تكوين الجلطات، وبالتالي تقليل احتمالية حدوث النوبة القلبية. 

حاصرات بيتا: تعمل على إبطاء ضربات القلب وتقليل قوتها، وإرخاء الشرايين، وبالتالي تحسين تدفق الدم. 

الستاتينات: تعمل على تقليل مستوى الكوليسترول، ومنع تكوين الجلطات في الأوعية الدموية. 

حاصرات قنوات الكالسيوم: تساعد على إرخاء الأوعية الدموية. 

أدوية علاج ضغط الدم المرتفع: ضرورية لتقليل ضغط الدم خاصةً في حالة مرضى ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو الفشل الكلوي المزمن. 

التداخل الجراحي 

يشمل التدخل الجراحي في حالات الذبحة الصدرية كل من القسطرة وجراحة القلب المفتوح كما يلي. 

القسطرة 

تعمل على إدخال بالون صغير في الشريان الضيق ثم نفخ البالون قليلًا لتوسيع الشريان وتركيب الدعامة، وبالتالي يتحسن تدفق الدم، وتقل أعراض الذبحة الصدرية. 

جراحة القلب المفتوح 

تعتمد تلك الجراحة على استخدام شريان أو وريد من مكان آخر في الجسم لخلق طريق بديل عن الشريان المسدود، وبالتالي تحسين تدفق الدم إلى عضلات القلب، وهو خيار متاح لمرضى الذبحة الصدرية غير المستقرة، أو الذبحة المستقرة التي لم تتحسن بالعلاج. 

نمط الحياة والوقاية من الذبحة الصدرية 

من الضروري الحفاظ على نمط حياة صحي، لتحسين أعراض الذبحة الصدرية أو الوقاية منها، لذا ننصحك باتباع التعليمات التالية: 

• الإقلاع عن التدخين وشرب الكحوليات. 
• تناول نظام غذائي صحي. 
• ممارسة الرياضة بانتظام. 
• فقدان الوزن الزائد والحفاظ على وزنك في النطاق الصحي. 
• التحكم في الأمراض المزمنة الأخرى التي تصاحب مرض الشرايين التاجية. 
• تجنب الضغط النفسي والعصبي. 
• الحصول على 7-9 ساعات نوم يوميًا. 

الفرق بين الذبحة الصدرية والنوبة القلبية 

الذبحة الصدرية هي حالة مرضية تنتج عن انسداد الشرايين الجزئي، وبالتالي تتسبب في ألم يرتبط بالمجهود ويتحسن بالراحة. 

على الجانب الآخر، النوبة القلبية تحدث نتيجة انسداد كامل في الشرايين يؤدي إلى تلف دائم في عضلة القلب، ويتطلب عناية طبية طارئة. 

متى يجب زيارة الطبيب فورًا؟ 

يجب عليك زيارة الطبيب فورًا إذا استمر ألم الذبحة الصدرية لمدة عدة دقائق دون تحسن، سواء بالراحة أو بأدوية علاج الذبحة الصدرية. 

في الختام، الذبحة الصدرية ليست مجرد ألم عابر في الصدر، بل تحذير ونداء استغاثة من القلب، الأمر الذي قد يفتح الباب لمضاعفات أكبر كالنوبة القلبية.  

الخبر الجيد أن التشخيص المبكر، والتزامك بالأدوية، وتغيير نمط حياتك يمكن أن يغير مجرى الأمور لصالحك.  

لا تتأخر في التواصل مع طبيبك فورًا عند الشعور بضغط أو ألم في الصدر مع انتشاره إلى الذراع أو الفك، وابدأ خطة العلاج في أقرب وقت ممكن.