ما هو مرض اليد والقدم والفم؟ الأسباب، الأعراض وطرق الوقاية من العدوى

مرض اليد والقدم والفم من أكثر الأمراض الفيروسية شيوعًا بين الأطفال، وغالبًا ما يثير قلق الأهل بسبب الطفح الجلدي المؤلم وقرح الفم المزعجة التي يسببها للطفل، لكن برغم مظهره المقلق، هذا المرض عادةً ما يكون بسيطًا ومؤقتًا إذا تم التعامل معه بطريقة صحيحة.  

نتعرف معًا خلال هذا المقال على أسباب المرض، وأعراضه المميزة، وطرق علاجه، وأهم النصائح لحماية طفلك من العدوى وانتشارها داخل الأسرة. 

ماهو مرض اليد والقدم والفم 

مرض اليد والقدم والفم هو عدوى فيروسية يُسببها فيروس من سلالة كوكساكي A16، وهو عدوى شائعة بين الأطفال والبالغين لأنه ينتشر بسهولة من خلال الهواء. 

أطلق على مرض اليد والقدم والفم هذا الاسم لأنه يظهر في شكل قرح في الفم وطفح جلدي على كل من اليدين والقدمين. 

عادةً ما يتحسن الأطفال المُصابون بهذا الفيروس في غضون 7-10 أيام دون أي علاج خاص، لكن خلال تلك الفترة يُمكن استخدام الأدوية المسكنة للألم والمهدئة للأعراض، وتجنب الاختلاط بالأطفال غير المُصابة. 

الأسباب والمسبب الفيروسي 

السبب الأشهر لمرض اليد والقدم هو عدوى من فيروس كوكساكي A16 الذي ينتمي لمجموعة الفيروسات المعوية غير الشللية، وينتشر من شخص لآخر عند ملامسة الشخص المُصاب من خلال ما يلي: 

• إفرازات الأنف والحلق. 
• اللعاب. 
• السوائل الصادرة من القُرح. 
• البراز. 
• القطرات المنتشرة بعد السعال أو العطس. 

عادةً ما يُصيب هذا الفيروس الأطفال في عمر 5-7 سنوات، وينتشر بسهولة بين الأطفال لأنه ينتشر عن طريق اللمس، لكنه يمكن أن يُصيب أي عمر أخر. 

الاعراض الاولي للمرض 

تمر أعراض مرض اليد والقدم بمرحلتين متتاليتين، المرحلة الأولى عادةً ما تشمل أعراض مشابهة لأعراض البرد كما يلي: 

• الحمى الخفيفة. 
• احتقان الحلق. 
• ألم المعدة. 
• فقدان الشهية. 
• سيلان الأنف. 

الأعراض والعلامات السريرية 

تظهر أعراض المرحلة الثانية لمرض اليد والقدم بعد يومين من المرحلة الأولى، وتشمل تلك الأعراض ما يلي: 

• حمى وحكة على اليد والقدم والركبة والكوع ومنطقة المؤخرة والأعضاء التناسلية. 
• قرح مؤلمة في الفم أو اللسان أو أي مكان آخر داخل تجويف الفم، وتبدأ باللون الوردي ثم تتحول في النهاية إلى بثور. 
• تورم الغدد الليمفاوية في الرقبة. 

تتحسن الأعراض عادةً في خلال 7-10 أيام من العدوى، لكنها يمكن أن تستغرق وقتًا أطول في الأطفال الذي تقل أعمارهم عن عامين. 

إقرأ أيضا : ما أسباب ألم الأذن عند الأطفال؟ وما علاجه؟

متى يجب زيارة الطبيب 

عادةً ما يتحسن مرض اليد والقدم في غضون أيام قليلة من العدوى دون أي مضاعفات أو أعراض شديدة، لكن يجب عليك أن تتجه لزيارة الطبيب في أقرب وقت في الحالات التالية: 

• عمر الطفل أقل من 6 أشهر. 
• الأطفال الذي يعانون من ضعف المناعة. 
• عدم تحسن الحمى في غضون 3 أيام. 
• شدة الألم وصعوبة البلع نتيجة تقرحات الفم والحلق. 
• عدم تحسن أعراض الطفل بعد مرور 10 أيام. 

صحتك مش مستنية!
احجز دلوقتي مع أفضل الأطباء في أندلسية واستفيد من الخدمة اللي تستحقها.
 احجز من هنا بخطوة واحدة بس

عوامل الخطر والفئات الأكثر عرضة للإصابة 

يُعد الأطفال الرضع والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض اليد والقدم، وذلك بسبب احتكاكهم المستمر بأقرانهم خلال اللعب أو المدرسة. 

المضاعفات المحتملة 

أكثر المضاعفات المحتملة لمرض اليد والقدم هي الجفاف، نتيجة فقدان كمية كبيرة من السوائل، بالإضافة إلى ألم شديد نتيجة القرح الموجودة في الفم والحلق، الأمر الذي يجعل البلع مؤلمًا، لكن يُفضل أن تشجع طفلك على شرب كميات أكبر من السوائل. 

يمكن أن تحدث بعض المضاعفات الخطيرة إذا انتقل الفيروس إلى الدماغ، أهمها ما يلي: 

• الالتهاب السحائي الفيروسي: عدوى نادرة تتسبب في تورم الأغشية والسوائل المُحيطة بالمخ والحبل الشوكي. 
• التهاب الدماغ: يمكن أن تتسبب العدوة الفيروسية في تورم الدماغ، ويمكن أن يُهدد حياة المريض. 

طرق التشخيص 

يلجأ الطبيب إلى الفحص الإكلينيكي المُفصل لتشخيص مرض اليد والقدم والفم، ويؤكد التشخيص بناء على ما يلي: 

• عمر الطفل. 
• الأعراض التي يعاني منها. 
• شكل الطفح الجلدي والقرح. 

يمكن أيضًا أن يطلب منك الطبيب مسحة من الحلق أو عينة من البراز لتحليلها، ومعرفة الفيروس المُسبب للمرض. 

كيف نعالج مرض اليد والقدم والفم؟ 

لا يوجد علاج مُحدد لمرض اليد والقدم والفم، وعادةً ما يتحسن المريض في غضون 7-10 أيام، لكن يمكن أن يصف الطبيب بعض مسكنات الألم لتقليل الانزعاج، مثل المسكنات التي تحتوي على البروفين والباراسيتامول. 

يلجأ الأطباء أيضًا إلى استخدام الكريمات المخدرة الموضعية أو البخاخات للقرح الموجودة في الفم أو الحلق، لكن ينبغي استخدامها تحت إشراف طبي. 

لا يجب استخدام أي من الأدوية المسكنة التي تحتوي على الأسبرين لأنها تتسبب في مضاعفات خطيرة في الأطفال. 

إليك أيضًا مجموعة من النصائح لتهدئة الألم الناتج عن قرح الفم والحلق: 

• مص قطع من الثلج. 
• تناول المثلجات. 
• احتساء المشروبات الباردة مثل الماء ببطء. 
• تجنب الأطعمة والمشروبات الحمضية مثل الفواكه الحمضية والصودا. 
• تناول الأطعمة اللينة التي لا تحتاج إلى الكثير من المضغ. 

الوقاية وطرق الحماية من العدوى 

إليك مجموعة من النصائح للوقاية من العدوى وتجنب الإصابة بمرض اليد والقدم، إليك أهمها: 

• غسل اليدين باستمرار: يجب على الطفل غسل اليدين بطريقة صحيحة ولمدة لا تقل عن 20 ثانية، بالإضافة إلى غسل اليدين جيدًا بعد استخدام المرحاض، أو تغيير الحفاض، وقبل وبعد تناول الطعام، وبعد تنظيف الأنف أو العطس أو السعال. 
• تعليم الأطفال أساسيات النظافة الشخصية: مثل غسل اليدين وعدم لمس الفم أو العين أو الأنف بدون الحاجة. 
• تنظيف وتعقيم الأسطح والألعاب والأدوات الشائعة باستمرار: من الضروري تنظيف الأسطح شائعة الاستخدام بطريقة صحيحة بالماء والصابون، ثم محلول مخفف من الكلور والماء، لأن الفيروس يمكن أن يعيش لأيام عديدة على الأسطح أو ينتقل من خلال الألعاب الملوثة. 
• تجنب التعامل عن قرب مع المرضى: يمكن أن ينتشر الفيروس بسهولة من شخص لآخر، لذا الأطفال المصابون يجب عليهم البقاء في المنزل وعدم الذهاب إلى المدرسة، حتى تتحسن الحمى، وتُشفى القرح بشكل كامل. 

في النهاية، مرض اليد والقدم والفم قد يبدو مزعجًا، لكنه نادرًا ما يسبب مضاعفات خطيرة إذا تم الالتزام بالإرشادات الصحية والعلاج المناسب. كوني حريصة على راحة طفلك، وقدمي له السوائل الباردة والأطعمة اللينة، واهتمي بالنظافة الشخصية والنظافة المنزلية لتقليل فرص العدوى.