القولون العصبي عند الأطفال: الأعراض والأسباب وطرق العلاج
الجهاز الهضمي أحد أهم الأجهزة الحيوية في جسم الإنسان، وتحديدًا عند الأطفال، إذ يمرّ هذا الجهاز بمراحل نمو و تغيرات عدة، وتتعدد اضطرابات الجهاز الهضمي عند الصغار، ولعل من بين أبرز تلك المشكلات هي اضطرابات القولون، سواء كانت اضطرابات وظيفية مثل متلازمة القولون العصبي، أو اضطرابات عضوية مثل التهابات القولون، ومما لا شك فيه أن هذه الاضطرابات تكتسب أهمية خاصة لدى الأطفال لما لها من تأثير مباشر على التغذية، والنمو، والنشاط اليومي، لذا نستعرض في هذا المقال أهم أعراض القولون عند الأطفال وأسبابه وكيف يمكن علاجه.

ما هو القولون العصبي لدى الأطفال؟
يعرف القولون العصبي لدى الأطفال أو بمسمى آخر متلازمة القولون المتهيج على أنه اضطراب وظيفي يصيب الجهاز الهضمي دون سبب طبي عضوي واضح مما يؤثر على طريقة عمل الأمعاء.
يسبب هذا الاضطراب مجموعة من الأعراض المزعجة التي تؤثر سلبياً على حياة الطفل اليومية، ولكنها في غالب الأمر لا تُعد خطيرة أو مهددة للحياة، فالقولون العصبي حالة طبية تسبب ألمًا في البطن، مع تغيّر في عادات الإخراج مثل الإمساك أو الإسهال، أو تناوب بينهما دون وجود مرض عضوي ظاهر.
كيف يتم تشخيص القولون العصبي عند الأطفال؟
يعتمد تشخيص القولون العصبي عند الأطفال بشكل أساسي على الأعراض والتاريخ الطبي، فالقولون العصبي لا يظهر في التحاليل أو الفحوصات التقليدية، ولكن يمكن تشخيصه بالطرق التالية:
1-التاريخ الطبي المفصل كأن يسأل الطبيب عن:
- مدة الأعراض.
- طبيعة الأعراض.
- نوع الألم الذي يشعر به الطفل ومكانه.
- تحديد العلاقة بين الألم وحركة الأمعاء.
- وجود تغير في طبيعة البراز مثل الإمساك أو الإسهال.
- احتمالية حدوث التحسّن بعد الإخراج.
2-معايير FGIDs:
وهي معايير عالمية تستخدم لتشخيص القولون العصبي لدى الأطفال فوق عمر 4 سنوات ويجب أن يعاني الطفل من آلام في البطن مرة واحدة على الأقل في الأسبوع خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مع اثنين أو أكثر من الأعراض التالية:
- آلام مرتبطة بالتغوط.
- تغير في عدد مرات الإخراج.
- تغير في شكل البراز.
3-استبعاد وجود أمراض عضوية للتأكد من أن الأعراض ليست مرتبطة بمرض آخر مثل:
- حساسية اللاكتوز.
- حساسية الغلوتين.
- التهابات الأمعاء.
- العدوى الطفيلية.
4-ظهور علامات تحذيرية تنذر بوجود مشكلات صحية غير القولون العصبي:
- فقدان وزن غير معلوم السبب.
- ظهور دم في البراز.
- حدوث حمى متكررة.
- تأخر النمو.
- وجود تاريخ عائلي لأمراض الأمعاء الالتهابية أو الداء الزلاقي.
أبرز الأعراض التي تظهر على الطفل

توضح النقاط التالية أبرز الأعراض التي تظهر على الطفل المصاب بالقولون العصبي والتي تشير إلى ضرورة اللجوء للطبيب المختص، مثل:
- آلام أو مغص في البطن.
- تغير في طبيعة الإخراج مثل الإمساك أو الإسهال أو التناوب فيما بينهم.
- انتفاخ وغازات في البطن.
- شعور الطفل بامتلاء أو ضغط في البطن.
- كثرة التجشؤ.
- شعور الطفل بعدم الإفراغ الكامل.
- غثيان.
- قلة الشهية.
- وجود مخاط في البراز.
صحتك مش مستنية!
احجز دلوقتي مع أفضل الأطباء في أندلسية واستفيد من الخدمة اللي تستحقها.
احجز من هنا بخطوة واحدة بس
ما الفرق بين القولون العصبي وعدم تحمل الطعام عند الأطفال؟
وجه المقارنة | القولون العصبي | عدم تحمل الطعام |
---|---|---|
السبب | اضطراب وظيفي في حركة الأمعاء وحساسيتها. | عدم قدرة الجسم على هضم مكوّن معين في الطعام (مثل اللاكتوز). |
الأعراض | - آلام في البطن - إمساك أو إسهال - انتفاخ وغازات | - انتفاخ - إسهال - غثيان - غازات - تقلصات |
المحفزات | - التوتر - القلق - نمط الحياة - بعض أنواع الأطعمة المهيّجة | تناول طعام معيّن فقط (مثل الحليب، الغلوتين، الفركتوز…). |
ارتباط الأعراض بالأكل | ليس دائمًا مرتبطًا مباشرة بوجبة معينة. | الأعراض تظهر عادةً بعد وقت قصير من تناول طعام معيّن. |
أعراض خارج الجهاز الهضمي | لا يوجد | - صداع - تعب - اضطرابات جلدية أحيانًا. |
الفحوصات | لا تظهر مشكلات في التحاليل، يتم التشخيص سريريًا. | يمكن التأكيد باختبارات (مثل اختبار تحمل اللاكتوز أو الغلوتين). |
العلاج | - تغيير نمط الحياة - تخفيف التوتر - تنظيم الأكل | تجنب الطعام المسبب فقط. |
التحسن | تدريجي وبحاجة لإدارة طويلة المدى | سريع عند تجنب الطعام المسبب. |
الأسباب والعوامل المحفزة
نساعدكم من خلال النقاط التالية إلى فهم أسباب وعوامل تحفيز القولون العصبي عند الأطفال بطريقة واضحة ومنظمة، لتفهم بسهولة لماذا يحدث هذا الاضطراب وما الذي يزيد من شدّته.
الأسباب المحتملة للقولون العصبي عند الأطفال:
1. اضطراب في حركة الأمعاء كأن تتحرك بسرعة أو ببطء أكثر من الطبيعي.
2. فرط حساسية الجهاز الهضمي.
3. اضطرابات في التواصل بين الدماغ والأمعاء نتيجة التوتر أو القلق مما يؤثر على حركة الأمعاء.
4. العدوى المعوية السابقة
5. وجود العوامل الوراثية تجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة.
العوامل المحفّزة للإصابة بالقولون العصبي:
1. التوتر والقلق بسبب الامتحانات أو مشكلات في المدرسة، صعوبات أسرية.
2. تناول أنواع معينة من الطعام مثل الأطعمة الدسمة، الحارة، أو كثيرة البهارات.
3. تغيير الروتين أو العادات.
4. قلة النوم أو التعب.
5. قلة النشاط البدني.
آلاف المرضى اختاروا أندلسية... وانت كمان تقدر!
احجز استشارتك الطبية دلوقتي وابدأ رحلة علاجك مع نخبة الأطباء.
دور التغذية والنظام الغذائي
تلعب التغذية دوراً كبيراَ في التعامل مع القولون العصبي عند الأطفال، سواء في تخفيف الأعراض أو تقليل نوبات الألم والانزعاج عن طريق:
1. تجنب الأطعمة المحفزة للأعراض مثل:
- الأطعمة الدهنية والمقلية.
- الأطعمة الغنية بالسكريات.
- الفاصوليا، البصل، الثوم، والقرنبيط.
- المشروبات الغازية أو المحتوية على الكافيين.
- منتجات الألبان وتحديداً إذا كان الطفل يعاني من عدم تحمل اللاكتوز.
2. زيادة المأكولات التي تحتوي على الألياف تدريجياً للمساعدة في تنظيم حركة الأمعاء تدريجياً مثل الفواكه الخضراوات، الحبوب الكاملة، والبقوليات (بحذر).
3. شرب كميات كافية من الماء لتسهيل مرور البراز.
4. تناول وجبات صغيرة ومتكررة لتقليل ضغط الجهاز الهضمي وتحسين الهضم.
5. مراقبة رد فعل الجسم تجاه الأطعمة الفردية.
علاج الجهاز الهضمي والقولون: طبيا وسلوكيا
يتم اللجوء للعلاجات التالية عندما تتكرر الأعراض وتؤثر على حياة الطفل اليومية تحت إشراف طبيب الأطفال مختص بالجهاز الهضمي، تتنوع العلاجات ما بين:
- مسكنات الألم الخفيف مثل الباراسيتامول كما يُمنع استخدام أدوية مثل الإيبوبروفين لفترات طويلة لأنها تسبب تهيّج الأمعاء.
- تناول أدوية مضادة للتقلصات تُخفف من المغص الناتج عن تقلصات الأمعاء.
- تناول مضادات الإسهال أو ملينات .
- تناول مكملات الألياف مثل السيليوم الذي يساعد في تنظيم حركة الأمعاء.
- البروبيوتيك التي تعمل على تحسين توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء.
- تقليل التوتر والقلق عن طريق تقنيات الاسترخاء مثل تمارين التنفس العميق.
- توفير الدعم النفسي العائلي.
- تعديل نمط الحياة عن طريق تحسين النظام الغذائي.
- ضرورة تنظيم مواعيد الأكل والنوم.
- تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة.
في الختام، يبقى القولون عند الأطفال عضوًا حساسًا يتأثر بالعوامل النفسية والعضوية المختلفة، مما يفرض مسؤولية على الأهل والمختصين الطبيين للتعامل مع أعراض القولون عند الأطفال بجدية ومتابعة دقيقة، فالكشف المبكر، والتشخيص السليم، والتغذية المتوازنة، من أهم العوامل الحاسمة للحد من المضاعفات وتحسين جودة حياة الطفل، فمع التقدم الطبي المستمر، أصبح بالإمكان توفير حلول علاجية فعالة تخفف من معاناة الأطفال وتمنحهم فرصة للنمو بصحة وراحة أفضل.

الأسئلة الشائعة
هل القولون العصبي مرض مزمن عند الأطفال؟
هل القولون العصبي يؤثر على نمو الطفل؟
مشاركة المقال