

البلوغ المبكر هو الذي يحدث في وقتٍ سابق لموعده المتوقع، هذا يعني أن العلامات الجسدية المرتبطة بالنضج الجنسي للفتاة تتطور في وقت مبكرٍ جدًا، يتضمن ذلك نمو الثدي وشعر العانة وتغيرات الصوت والتي تُعرف بالخصائص الجنسية الثانوية.
يبدأ سن البلوغ في المتوسط لدى الفتيات بين سن 8 و 13 عامًا. يكون البلوغ مبكرًا إذا حدث قبل سن الثامنة عند الإناث وتُصاب فتاة واحدة من بين 5000 أنثى بالبلوغ المبكر.
يحدث البلوغ في العموم عندما تطلق منطقة ما تحت المهاد موادًا كيميائية (هرمونات) تتسبب في إفراز الغدة النخامية لهرمونات تسمى الجونادوتروبينات gonadotropins. تحفز الجونادوتروبينات نمو الغدد الجنسية (الغدد التناسلية)، وهي الخصيتان عند الأولاد، والمبيضان عند الفتيات، واستجابة لذلك تفرز المبايض هرمون الإستروجين الذي يحفز عملية البلوغ، وعندما تحدث هذه العملية في وقت مبكر جدًا تكتسب الفتيات خصائص جنسية ثانوية، مثل نمو الثديين، قبل سن الثامنة.
قد تعاني الفتاة المصابة بهذا الاضطراب من صعوبات نفسية واجتماعية لأنها قد لا تكون مستعدة عاطفيًا للتغيرات الجسدية التي تواجهها.
قد يكون البلوغ المبكر أمرًا طبيعيًا، ولكنه يتطلب تقييمًا من قبل اختصاصي الغدد الصماء للأطفال (طبيب الهرمونات) للتأكد أن السبب ورائه ليس مشكلة صحية.

لا تختلف علامات البلوغ المبكر عن البلوغ العادي، ولكن التوقيت هو الذي يختلف، ففي حالة البلوغ المبكر فإنها تظهر في وقت مبكر جدًا.
تشمل العلامات الشائعة للبلوغ المبكر عند الفتيات ما يلي:
لا يعرف الباحثون أسباب البلوغ المبكر عند الفتيات في معظم الحالات (90%-95%). في بعض الأحيان قد تؤدي مشكلة طبية إلى البلوغ المبكر.
تشمل الأسباب الشائعة للبلوغ المبكر عند البنات:
هناك عديد من العوامل التي تزيد من فرص حدوث البلوغ المبكر، على سبيل المثال:
هناك نوعان من البلوغ المبكر عند الإناث، وهما:
وهو النوع المعتمد على هرمونات الجونادوتروبينات، وهو الأكثر شيوعًا. معظم الفتيات ونصف الأولاد الذين يعانون من البلوغ المبكر لديهم هذا النوع.
يبدأ هذا النوع من البلوغ بإفراز مبكر لهرمونات تُسمى الجونادوتروبينات gonadotropins، والتي تشمل الهرمون الملوتن (LH)، وهرمون تحفيز الجريب (FSH).
قد يحدث البلوغ المبكر المركزي لدى الفتيات بسبب النضج المبكر لمنطقة ما تحت المهاد والغدة النخامية والمبيضين، ومع ذلك قد لا يكون السبب معلومًا في معظم الحالات.
يُعرف أيضًا هذا النوع بالبلوغ المبكر الكاذب وهو أقل شيوعًا، ولا يرتبط حدوثه بهرمونات الـ Gonadotropin، بدلاً من ذلك، فهو ناتج عن الإفراز المبكر لمستويات عالية من الهرمونات الجنسية (الإستروجين الأنثوي)، وعادةً ما يحدث نتيجة مشكلة موضعية في المبايض أو الغدة الكظرية أو الدرقية.
كما ذكرنا، فإن هذا النوع يُعرف أيضًا بالبلوغ المبكر الكاذب ويحدث نتيجة إفراز مستويات عالية من الهرمونات الجنسية الأنثوية (الإستروجين) في الجسم، ويتميز هذا النوع من البلوغ المبكر بتطور معظم الخصائص الجنسية الثانوية على الرغم من أن الغدد الجنسية لا تزال غير مكتملة النمو؛ لذا يُعرف بالبلوغ الكاذب.
سيسأل الطبيب عن الأعراض التي ظهرت على الفتاة وتاريخها الصحي، قد يسأل أيضًا عن التاريخ الطبي للعائلة وبعدها يجري فحصًا جسديًا لها.
سيوصي الطبيب بالفحوص التالية لمعرف السبب وراء البلوغ المبكر:
قد تخضع الفتاة أيضًا لاختبارات، مثل:
إذا كانت الفتاة تعاني من البلوغ المبكر، فقد يحيلها الطبيب إلى اختصاصي الغدد الصماء للأطفال (طبيب متخصص في اضطرابات النمو والاضطرابات الهرمونية عند الأطفال) لتلقي العلاج.
الهدف من العلاج هو وقف ظهور علامات البلوغ المبكر الجنسية، وفي بعض الحالات، يمكن عكسها، ووقف النمو السريع ونضج العظام الذي يمكن أن يؤدي إلى قصر القامة لدى البالغين أو بدء الدورة الشهرية مبكرًا.
يعتمد العلاج في العموم على نوع البلوغ المبكر والسبب ورائه. اعتمادًا على السبب، هناك ثلاث طرق للعلاج:
العلاج الهرموني المعتمد حاليًا هو عقاقير تسمى نظائر LHRH في صورة حقن تُؤخذ مرة شهريًا. تمنع هذه الهرمونات الاصطناعية إنتاج الجسم للهرمونات الجنسية التي تسبب البلوغ المبكر.
تظهر النتائج الإيجابية عادةً في غضون عام من بدء العلاج فينخفض حجم الثدي ويتباطأ نمو الفتاة في الطول أيضًا إلى المعدل المتوقع والطبيعي لها، وعادةً ما يصبح سلوك الفتاة أكثر ملاءمة لعمرها أيضًا. نظائر LHRH آمنة بشكل عام ولا تسبب أي آثارًا جانبية عند الأطفال.
يؤدي البلوغ المبكر إلى تغير جسم الفتاة في وقتٍ أقرب بكثير عن صديقاتها، ما قد يجعلها تشعر بالخجل والإحراج، أو قد تتعرض للتنمر.
يمكن أن يسبب البلوغ المبكر مشكلات جسدية وعاطفية ومنها:
في مجمل القول فإن البلوغ المبكر عند الإناث ليس مقلقًا لكنه يحتاج لاستشارة الطبيب ومع العلاج المناسب يمكن للفتاة أن تنعم بفترة مراهقة طبيعية وسعيدة، ومن المهم التحدث معها وشرح التغييرات التي تواجهها واحتوائها عاطفيًا حتى لا تكون هذه المرحلة مرهقة لها جسديًا ونفسيًا.

مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.