ما أسباب ارتفاع ضغط الدم؟ وما أعراضه؟
يعاني نسبة كبيرة من الأشخاص على مستوى العالم من ضغط الدم المرتفع، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية تُقدر هذه النسبة بـ 1.28 مليار شخص تتراوح أعمارهم بين 30 و 79 عامًا، وهو من الحالات التي يجب الانتباه لها جيدًا، لأنه قد يرتبط بمشكلات صحية خطيرة إذا لم يُعالج ومنها النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وقد يحدث ارتفاع ضغط الدم نتيجة لمشكلة صحية أو بسبب عادات يومية خاطئة، وسنتعرف من خلال المقال إلى أهم أسباب ارتفاع ضغط الدم و أعراضه.
ماذا يعني ارتفاع ضغط الدم؟
ضغط الدم هو مقدار القوة أو الضغط الذي يحدثه الدم على جدران الأوعية الدموية، ويعتمد هذا الضغط على مقاومة الأوعية الدموية ومدى ضخ القلب للدم، فكلما زاد ضخ القلب للدم وزادت مقاومة الشرايين، ارتفع ضغط الدم، ويُعد ارتفاع ضغط الدم حالة شائعة يكون فيها ضغط الدم المتدفق على جدران الشرايين مرتفعًا بدرجة كافية ليتسبب في النهاية في مشكلات صحية، مثل أمراض القلب.
يُقاس ضغط الدم برقمين، يُعرف الرقم الأعلى منهما بالضغط الانقباضي (يعبر عن القوة التي يضخ بها القلب الدم في أنحاء الجسم)، ويُعرف الرقم الأدنى بالضغط الانبساطي (يعبر عن مقاومة تدفق الدم في الأوعية الدموية).
وقد يرتفع ضغط الدم لفترة طويلة دون أي أعراض ملحوظة ولا يعرف المريض بارتفاعه إلا من خلال القياس، ويُعتبر ضغط الدم مثاليًا أو طبيعيًا إذا كان قياسه 120/80 ملليمتر زئبق، وقد يزيد أو يقل قليلًا عن هذه النسبة ويظل طبيعيًا، أما إذا وصل لـ 140/90 أو أكثر فهذا يعني أن ضغط الدم مرتفع.
ما أسباب ارتفاع ضغط الدم؟
هناك نوعان من ارتفاع ضغط الدم، وهما:
ارتفاع ضغط الدم الأساسي: وهو ارتفاع ضغط الدم الذي لا يُوجد سبب محدد ورائه، وعادةً ما يتطور هذا النوع تدريجيًا على مدار سنوات عديدة.
ارتفاع ضغط الدم الثانوي: والذي يحدث نتيجة حالة كامنة، وعادةً ما يرتفع بشكل مفاجئ، وقد تؤدي عديد من المشكلات الصحية والأدوية إلى ارتفاع ضغط الدم، والتي تشمل:
- توقف التنفس في أثناء النوم.
- مرض كلوي.
- أورام الغدة الكظرية.
- مشكلات الغدة الدرقية.
- تشوهات الأوعية الدموية الخلقية.
- بعض الأدوية، مثل حبوب منع الحمل، وعلاجات البرد، ومزيلات الاحتقان، وبعض مسكنات الآلام.
وترتبط عديد من عوامل الخطر بارتفاع ضغط الدم، والتي تشمل:
- التقدم في العمر: يزداد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع تقدم العمر، ويُعتبر ارتفاع ضغط الدم أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.
- التاريخ العائلي: تزداد فرص الإصابة بضغط الدم المرتفع في العائلات التي يعاني عديد من أفرادها من أمراض القلب والأوعية الدموية أو ارتفاع ضغط الدم.
- الجنس: تشير بعض الإحصاءات إلى أن الذكور أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم من الإناث.
- زيادة الوزن أو السمنة: كلما زاد الوزن، يحتاج الجسم لمزيد من الدم لتزويد الأنسجة بالأكسجين والمواد المغذية. مع زيادة كمية الدم المتدفقة عبر الأوعية الدموية، يزداد الضغط على جدران الشرايين، ما يسبب ارتفاع ضغط الدم.
- التدخين: لا يؤدي التدخين فقط إلى رفع ضغط الدم بشكل مؤقت، ولكن المواد الكيميائية الموجودة في التبغ قد تلحق الضرر ببطانة جدران الشرايين، ما قد يتسبب في تضيق الشرايين وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
- كثرة الملح (الصوديوم) في النظام الغذائي: قد يؤدي استهلاك كثير من الصوديوم في النظام الغذائي إلى احتفاظ الجسم بالسوائل، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
- قلة البوتاسيوم في النظام الغذائي: يساعد البوتاسيوم على موازنة كمية الصوديوم في الخلايا، وهو من العناصر المهمة أيضًا لصحة القلب. إذا لم يحصل الجسم على ما يكفي من البوتاسيوم من النظام الغذائي، أو إذا فُقد كثير من البوتاسيوم بسبب الجفاف أو بسبب ظروف صحية أخرى قد يتراكم الصوديوم في الدم ويسبب ارتفاع ضغط الدم.
- بعض المشكلات الصحية: قد تؤدي أمراض القلب والأوعية الدموية، و السكري، و أمراض الكلى المزمنة وارتفاع مستويات الكوليسترول إلى ارتفاع ضغط الدم خاصةً مع تقدم العمر.
- الضغط العصبي: قد يؤدي التوتر الزائد والعادات المصاحبة له مثل الإفراط في التدخين إلى زيادة مؤقتة في ضغط الدم.
- الحمل: قد يرتفع ضغط الدم في أثناء الحمل نتيجة زيادة متطلبات الدم لتغذية الجنين، فيحتاج القلب لضخ مزيد من الدم، ما قد يزيد الضغط على جدران الأوعية الدموية ويسبب ارتفاع ضغط الدم.
ما أعراض ارتفاع ضغط الدم؟
لا يعاني معظم المصابين بارتفاع ضغط الدم من علامات أو أعراض، حتى لو وصلت قراءات ضغط الدم إلى مستويات عالية للغاية، وقد يعاني عدد قليل من مرضى الضغط المرتفع من بعض الأعراض مثل:
- الصداع.
- ضيق التنفس.
- نزيف الأنف.
وقد لا تظهر هذه الأعراض إلا بعد ارتفاع الضغط بشكلٍ كبير، لذا من المهم إذا كان الشخص لديه عوامل خطر للإصابة بارتفاع ضغط الدم، أن يقيس الضغط بشكل دوري ويتابع مع طبيب مختص للسيطرة على الضغط قبل حدوث مضاعفات خطيرة.
في النهاية، فإن ارتفاع ضغط الدم حالة يمكن السيطرة عليها من خلال اتباع عادات يومية صحية، والمتابعة الطبية، والالتزام بالأدوية ونصائح الطبيب، أما إذا تُرك دون علاج فقد يزيد من مخاطر حدوث النوبات القلبية، وفشل القلب والفشل الكلوي والسكتة الدماغية وقد يؤدي للوفاة، لذا فإن علاجه يعد أمرًا مهمًا للوقاية من مضاعفاته الخطيرة.
الأسئلة الشائعة
هل المشي يسبب ارتفاع ضغط الدم؟
ماذا نأكل عند ارتفاع ضغط الدم؟
مشاركة المقال