أعراض الأنيميا (فقر الدم) وأسبابه وطرق العلاج والتشخيص

تظهر بعض ملامح التعب وشحوب الوجه على بعض الأشخاص الذين نتعامل معهم في حياتنا اليومية وقد يشير هذا إلى احتمالية إصابتهم بالأنيميا أو الاسم الأكثر شيوعاً وهو فقر الدم والذي يعد من أكثر الحالات الصحية شيوعًا حول العالم، والتي تحدث عندما يقل عدد خلايا الدم الحمراء أو كمية الهيموغلوبين في الدم، مما يؤدي إلى ضعف قدرة الجسم على نقل الأكسجين، لكنها قد تتطور لتؤثر على حياة المريض اليومية إذا لم تُشخّص وتُعالج مبكرًا، نتحدث في هذا المقال عن أهم المعلومات حول أعراض الأنيميا، أسبابها، وكيفية التعامل معها طبيًا وغذائيًا. 

ما هي الأنيميا؟ 

تعرف الأنيميا  أو فقر الدم على أنها حالة طبية تحدث عندما ينخفض عدد خلايا الدم الحمراء أو تركيز الهيموغلوبين والذي يعد البروتين المسؤول عن نقل الأكسجين في الدم عن المعدل الطبيعي، أي خلل في عدد هذه الخلايا أو في كمية الهيموغلوبين يؤثر مباشرة على طاقة الجسم ووظائفه الحيوية نتيجة نقص في كمية الأكسجين التي تصل إلى أنسجة الجسم. 

عندها يبدأ الشخص في الشعور بالإرهاق والضعف العام  تدريجيًا أو فجأة، حسب نوع وشدة الأنيميا. 

الأنواع المختلفة (نقص الحديد – فقر الدم المنجلي – أنيميا البحر المتوسط) 

تتعد أنواع الأنيميا المختلفة ولكل نوع منها أسبابه وأعراضه، نتعرف عليها تفصيلياً في النقاط التالية: 

أنيميا نقص الحديد :

يعد هذا النوع الأكثر شيوعًا عالميًا، ويحدث عندما لا يحصل الجسم على كمية كافية من الحديد، وهو ضروري لإنتاج الهيموغلوبين ويحدث غالباً نتيجة سوء التغذية، أو فقدان الدم مثل النزيف أثناء الدورة الشهرية أو مشكلات الجهاز الهضمي. 

من ضمن الأعراض الشائعة: 

• تعب شديد. 
•  شحوب البشرة. 
• ضيق تنفس. 
•  دوخة. 
•  ضعف الأظافر. 
• تساقط الشعر. 

يتضمن العلاج بشكل رئيسي مكملات الحديد بالإضافة لتحسين النظام الغذائي، وعلاج السبب الأساسي للنقص. 

فقر الدم المنجلي : 

تعد الأنيميا المنجلية وراثية وتنتج عن خلل في شكل خلايا الدم الحمراء طفرة جينية مما يؤثر على بروتين الهيموغلوبين فتصبح بشكل المنجل أو الهلال، ما يعوق حركتها في الأوعية الدموية فينتج عنه انسداد هذه الأوعية فتخلف نوبات ألم حادة وتلف الأعضاء بالإضافة إلى ضعف المناعة. 

لا يوجد علاج نهائي في معظم حالات الأنيميا المنجلية، لكن نستطيع التحكم في الأعراض باستخدام: 

• أدوية لتقليل نوبات الألم. 
• نقل دم. 
• زراعة نخاع العظم. 

أنيميا البحر المتوسط أو ما يعرف طبياً ب الثلاسيميا     

يعد هذا النوع من الأنواع الوراثية من فقر الدم يحدث نتيجة خلل في إنتاج الهيموغلوبين والتي تنقسم إلى: ثلاسيميا ألفا أو ثلاسيميا بيتا وهو النوع الأكثر شيوعًا في الشرق الأوسط. 

تعتمد الأعراض على شدّة الحالة والتي تتنوع ما بين الحالات البسيطة قد لا تظهر فيها أعراض واضحة، إلى الحالات المتوسطة والشديدة التي تسبب تعبًا دائمًا وشحوب الوجه وتضخم الطحال والعظام. 

يتضمن علاج الثلاسيميا: 

• نقل دم منتظم في الحالات الشديدة. 
• أدوية لإزالة الحديد الزائد الناتج عن نقل الدم. 
• زراعة نخاع العظم. 

الأسباب 

لا تعد الأنيميا مرضًا واحدًا، بل هي حالة طبية ناتجة عن عدة أسباب تؤدي إلى نقص خلايا الدم الحمراء أو الهيموغلوبين، وبالتالي نقص الأكسجين الذي يصل إلى الجسم، لكن بشكل عام تنقسم الأسباب إلى 3 مجموعات رئيسية: 

1-نقص في العناصر الغذائية الأساسية متمثلة في: 

• نقص الحديد والذي يعد السبب الأكثر شيوعًا، لأنه العنصر الأساسي في تكوين الهيموغلوبين. 
• نقص فيتامين  B12: الذي يؤدي إلى إنتاج خلايا دم غير طبيعية. 
• نقص حمض الفوليك الذي يؤثر على إنتاج خلايا الدم الحمراء. 
• سوء الامتصاص كحالات القولون العصبي، وحساسية القمح، أو بعد جراحات الجهاز الهضمي. 

2-فقدان الدم المتمثل في: 

• النزيف المزمن كنزيف الدورة الشهرية الغزيرة أو تقرحات المعدة أو النزيف من الجهاز الهضمي. 
• النزيف الحاد كالحوادث أو العمليات الجراحية. 
• فقدان دم خفي: مثل النزيف البسيط المتكرر الذي لا يُلاحظ بسهولة، لكنه يستنزف الحديد بمرور الوقت. 

3-مشكلات في إنتاج خلايا الدم أو تكسيرها مثل: 

• الأمراض الوراثية مثل فقر الدم المنجلي، والثلاسيميا. 
• الأمراض المزمنة كأمراض الكلى، السرطان، أو الالتهابات المزمنة التي تعيق إنتاج الدم. 
• أمراض في نخاع العظم مثل سرطان الدم (اللوكيميا) أو فشل نخاع العظم. 
• الأنيميا الانحلالية إذ يتم تكسير خلايا الدم الحمراء بسرعة أكبر من المعدل الطبيعي. 

الأعراض (إرهاق – دوخة – شحوب) 

تختلف أعراض الأنيميا باختلاف نوعها وشدتها، ولكن من المؤكد أن جميعها تشترك في أن الجسم لا يحصل على كمية كافية من الأكسجين، مما يؤدي إلى مجموعة من الأعراض الجسدية والعقلية. 

أعراض الأنيميا العامة: 

• إرهاق عام. 
• تعب مستمر مع أقل مجهود. 
• شحوب البشرة. 
• ضيق في التنفس. 
• دوخة أو دوار. 
• الإغماء في بعض الحالات. 
• خفقان القلب. 
• برودة اليدين والقدمين. 
• الصداع المتكرر. 
• ضعف التركيز وقلة الانتباه. 
• هشاشة الأظافر. 
•  تساقط الشعر. 

أعراض خاصة بأنواع معينة من الأنيميا: 

أنيميا نقص الحديد 

الرغبة في أكل أشياء غير غذائية مثل الطين أو الثلج وهذا يعد حالة طبية تُعرف باسم البيكا من أكثر الأعراض شيوعاً في أنيميا نقص الحديد. 

تشققات حول الفم أو التهاب اللسان. 

فقر الدم المنجلي 

• نوبات آلام مفاجئة وشديدة في العظام والمفاصل. 
• تورم اليدين والقدمين. 
• تأخر في النمو عند الأطفال. 

الثلاسيميا أو ما يعرف بأنيميا البحر المتوسط. 

• تشوهات في عظام الوجه. 
• تضخم الطحال. 
• ضعف النمو. 
• تأخر البلوغ. 

التشخيص (تحليل CBC – MCV) 

يبدأ تشخيص الأنيميا أولاً بـتحليل الدم الكامل  المعروف طبياً CBC، يُستخدم لمعرفة ما إذا كان الشخص مصابًا بفقر الدم، وما نوعه، وأحيانًا ما سببه، كما نتعرف على باقي أساليب التشخيص المساعدة في النقاط التالية: 

• تحليل CBC (Complete Blood Count) 
• تحليل CBC هو فحص دم شامل يقيس مكونات الدم الرئيسية، ومنها: 
• الهيموغلوبين HB وهو البروتين الذي يحمل الأكسجين في خلايا الدم الحمراء وانخفاضه دليلاً على وجود فقر دم. 
• الهيماتوكريت HCT والذي يشير إلى نسبة خلايا الدم الحمراء إلى حجم الدم مما يساعد في تحديد شدة الأنيميا. 
• عدد كرات الدم الحمراء RBCs وهو عدد خلايا الدم الحمراء وانخفاضه يشير إلى قلة إنتاج الدم أو فقدانه. 
• عدد كرات الدم البيضاء WBCs and platelets والذي يساعد في استبعاد أمراض نخاع العظم. 
• تحليل MCV (Mean Corpuscular Volume) 

والذي يقيس متوسط حجم خلايا الدم الحمراء، ويمكن تصنيفه إلى التالي: 

أنواع تحاليل دم إضافية أخرى تُطلب حسب الحالة: 

• تحليل الحديد والفِيريتين. 
• فيتامين B12 وحمض الفوليك. 
• تحليل الغدة الدرقية. 
• تحاليل للكشف عن أمراض وراثية مثل التلاسيميا وفقر الدم المنجلي. 
• فحوصات نخاع العظم (في الحالات الشديدة فقط). 

طرق العلاج (أدوية – تغذية – علاج السبب الأساسي) 

ينقسم العلاج بشكل رئيسي على نوع الأنيميا وسببها الأساسي، ويشمل هذا ثلاثة محاور رئيسية نتعرف عليها تفصيلياً:   

الأدوية 

مكملات الحديد: 

التي تستخدم في حالات أنيميا نقص الحديد، والتي تؤخذ عادة عن طريق الفم، وتستمر لمدة 3 إلى 6 أشهر حسب نصيحة الطبيب. 

أما عن بعض الحالات الشديدة أو عدم تحمل المكملات الفموية، قد يحتاج المريض إلى الحقن الوريدي للحديد. 

مكملات فيتامين B12 وحمض الفوليك: 

تُعطى في حالات الأنيميا الناتجة عن نقص هذه الفيتامينات والتي يمكن تناولها عن طريق الفم أو عن طريق الحقن في الحالات الشديدة. 

أما عن الأدوية الخاصة بالأنيميا الوراثية فتعمل الأدوية فيها على تقليل نوبات الألم في فقر الدم المنجلي، بالإضافة إلى أدوية تثبيط الجهاز المناعي في الأنيميا الانحلالية المناعية. 

نقل الدم: 

يُستخدم في الحالات الشديدة التي تهدد حياة المريض أو عند فشل العلاجات الأخرى. 

زراعة نخاع العظم: 

يعد خياراً أمثل في بعض الحالات الوراثية الشديدة مثل الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي. 

التغذية 

ضرورة تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل: 

• اللحوم الحمراء، والدجاج، السمك، البيض. 
• الخضراوات الورقية الداكنة (السبانخ، البروكلي). 
• البقوليات والمكسرات. 
• الحبوب المدعمة بالحديد. 

تناول الأطعمة التي تعمل على تحسين امتصاص الحديد: 

• تناول فيتامين C مع الأطعمة الغنية بالحديد مثل البرتقال والفراولة. 
• تجنب تناول القهوة والشاي أثناء الوجبات. 
• مصادر فيتامين B12 وحمض الفوليك: 
• اللحوم، الأسماك، الحليب ومنتجاته. 
• الخضراوات الورقية، الفواكه، الحبوب الكاملة.

علاج السبب الرئيسي المسبب للأنيميا: 

• علاج النزيف عن طريق تحديد وإيقاف أي مصدر نزيف مثل قرحة المعدة أو النزيف النسائي. 
• علاج الأمراض المزمنة مثل أمراض الكلى أو الالتهابات التي تؤثر على إنتاج خلايا الدم. 
• العلاج الوراثي مع أطباء مختصين. 
• تحسين نمط الحياة عن طريق: 
• تجنب التدخين. 
• شرب كمية كافية من الماء. 
• الحفاظ على وزن صحي. 

صحتك مش مستنية!
احجز دلوقتي مع أفضل الأطباء في أندلسية واستفيد من الخدمة اللي تستحقها.
 احجز من هنا بخطوة واحدة بس

المضاعفات إذا لم يتم العلاج 

يمكن أن تحدث بعض المضاعفات الصحية الخطيرة لمريض الأنيميا، وتحديداً إذا تركت دون علاج، مما يؤثر على جودة الحياة وصحة الجسم بشكل عام، ومنها: 

تدهور وظائف القلب 

بسبب نقص الأكسجين، فيضطر القلب لضخ الدم إلى الأعضاء بجهد أكبر، مما يؤدي إلى تضخم القلب أو الإصابة بفشل القلب الاحتقاني وهي حالة خطيرة تؤدي إلى تجمع السوائل في الرئتين وأعضاء الجسم. 

مشكلات في النمو والتطور لدى الأطفال والرضع مما قد يسبب إصابتهم بـ: 

• ضعف التركيز والتعلم. 
• تأخر في النمو الجسدي والعقلي. 
• ضعف الجهاز المناعي وزيادة خطر الإصابة بالعدوى. 
• تفاقم الأمراض المزمنة 
• وتحديداً لدى مرضى السكري، ومرضى الكلى، أو الرئة. 
• ضعف الجهاز المناعي 

فالأنيميا تقلل من قدرة الجسم على مكافحة العدوى، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. 

الإرهاق الشديد وفقدان القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية 

مما يسبب إصابة مريض الأنيميا بضعف عام، تعب مستمر، وصعوبة في أداء الأعمال اليومية أو ممارسة الرياضة. 

أهمية الفحص المبكر 

تكمن أهمية الفحص المبكر للأنيميا كخطوة حاسمة في الكشف عن الأنيميا قبل تفاقمها أو ظهور مضاعفات خطيرة، للمحافظة على الصحة العامة وتحسين جودة الحياة من خلال: 

 الكشف السريع عن المرض 

يتيح هذا اكتشاف الأنيميا في مراحلها المبكرة، حتى قبل ظهور أعراض واضحة و البدء في العلاج سريعًا، مما يمنع تفاقم الحالة. 

تجنب المضاعفات الخطيرة 

 يمنع الكشف المبكر تطور المضاعفات المحتملة مثل فشل القلب، ضعف النمو عند الأطفال، ومشاكل الأعضاء الأخرى، ويقلل من خطر الإصابة بمشاكل صحية مزمنة مرتبطة بفقر الدم. 

تحسين جودة الحياة 

علاج الأنيميا في وقت مبكر يحسن من الطاقة والتركيز ويقلل من التعب والإرهاق، وهذا يساعد المرضى على استعادة نشاطهم الطبيعي بسرعة. 

ختاماً، نذكركم أن التعرف المبكر على أعراض الأنيميا يُعد خطوة حاسمة في الوقاية من مضاعفاتها الخطيرة، وتحديداً لدى الفئات الأكثر عرضة مثل السيدات والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة، ومع ذلك فبعض الأعراض قد تكون خفية أو تتشابه مع حالات أخرى، إلا أن الفحوصات الطبية البسيطة والوعي الصحي يساهم بشكل كبير في التشخيص السريع، والعناية بالتغذية، والمتابعة الطبية المنتظمة، والالتزام بالعلاج الموصوف كلها عوامل تساعد في استعادة التوازن الصحي للجسم وتحسين جودة الحياة.