ما أسباب انقطاع النفس أثناء النوم؟ وما طرق التخلص منه؟

ما أسباب انقطاع النفس أثناء النوم؟ وما طرق التخلص منه؟

قد يعاني البعض من تكرار انقطاع النفس أثناء النوم دون أن يشعر، الأمر الذي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يُنتبه إليها، إذ يتعرض النائم لتوقف التنفس عدة مرات أثناء الليل. فما هي أسباب هذه الحالة وما طرق التخلص منها هذا ما سنعرفه في المقال التالي.

ماذا يحدث أثناء النوم لدى هذا المريض؟

تبدأ العضلات التنفسية الموجودة أسفل الحلق في الارتخاء، مما يؤثر على اتساع مجرى الهواء، فلا يصل للمصاب كمية كافية من الهواء. يستشعر المخ عدم القدرة على التنفس، فيبدأ في إيقاظه وتُفتح قنوات الهواء مرة أخرى.

يتكرر هذا المشهد مرات عديدة أثناء الليلة الواحدة مما يحول دون حصول المريض على فترات كافية من النوم، كما أنه لا يستغرق سوى ثواني معدودة فلا يتذكر المريض حدوثه.

يُعرف هذا النوع من انقطاع النفس أثناء النوم بانقطاع النفس الانسدادي وهو النوع الأكثر شيوعًا بين المرضى.

يوجد نوع ثاني من مرض انقطاع النفس أثناء النوم يُسمى انقطاع النفس المركزي، ويعني عدم قدرة المخ على إصدار الأوامر لعضلات التنفس، وهو أقل شيوعًا من سابقه.

يمكن أن يعاني المريض من كلا النوعين معًا في ما يعرف انقطاع النفس المعقد أثناء النوم.

ما عوامل خطورة الإصابة بانقطاع النفس أثناء النوم؟

يمكن أن يتعرض أي شخص للإصابة بهذا المرض حتى الأطفال كما ذكرنا، لكن يوجد عدة عوامل تزيد من فرصة هذه الإصابة بانقطاع النفس خلال النوم مثل:

  1. زيادة الوزن وتراكم الدهون حول مجرى التنفس.
  2. حجم الرقبة، إذ يعاني عادةً الأفراد ذو الرقبة السميكة من مجرى تنفس ضيق تشريحيًا.
  3. أن يكون الشخص ذا مجرى تنفسي ضيق كأمر وراثي.
  4. النوع، إذ يكثر هذا المرض لدى الرجال عن السيدات، لكنه قد يصيب السيدات كذلك خاصة بعد انقطاع الحيض.
  5. التقدم في السن.
  6. تاريخ العائلة المرضي.
  7. التدخين، يساعد على زيادة الالتهابات في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي، و تراكم السوائل فيه، فنجد أن المدخن أكثر عُرضة لهذا المرض 3 مرات عن غير المدخن.
  8. استخدام الأدوية المهدئة لأنها تساعد على ارتخاء العضلات التنفسية أسفل الحلق.
  9. بعض الأمراض المختلفة قد تُزيد من نسبة الإصابة مثل:

ما أعراض الإصابة بانقطاع النفس أثناء النوم؟

تظهر بعض الأعراض التي تدل على الإصابة بانقطاع النفس، ومنها:

  • إصدار صوت شخير عال أثناء النوم.
  • توقف المصاب عن التنفس عدة مرات أثناء النوم، كما يخبرنا مرافق المريض.
  • اللهاث للحصول على الهواء أثناء النوم.
  • تكرار الاستيقاظ عدة مرات أثناء النوم.
  • جفاف الفم عند الاستيقاظ.
  • صداع صباحي.
  • أرق.
  • غلبة الشعور بالنعاس الشديد اثناء اليوم.
  • صعوبة التركيز والانتباه.
  • سهولة الانفعال.
  • التقلبات المزاجية.
  • تكرار الحاجة للتبول أثناء الليل.
  • فقدان الرغبة في العلاقات.

أعراض الإصابة بانقطاع النفس أثناء النوم لدى الأطفال:

قد يظهر هذا المرض على الأطفال على هيئة:

  • تراجع المستوى الدراسي للطفل، لغلبة النعاس وعدم القدرة على التفكير.
  • التنفس عبر الفم أثناء النهار، صعوبات البلع.
  • حركة الضلوع إلى الداخل أثناء التنفس.
  • النوم في أوقات أو أوضاع غير اعتيادية مثل النوم على اليدين أو الركبتين، أو مع شد الرقبة.
  • زيادة التعرق أثناء النوم.
  • صعوبات التعلم والانتباه.

هل يوجد مضاعفات للإصابة بانقطاع النفس أثناء النوم؟

يُعد هذا المرض من الأمراض الخطيرة، إذ يمكن أن تؤدي إلى:

  • الشعور الدائم بالإرهاق وعدم القدرة على  إنجاز المهام اليومية، إلى جانب سرعة الانفعال والتشتت نتيجة عدم الحصول على قسط متواصل وكاف من النوم.
  • النوم في مكان العمل أو أثناء القيادة مما يعرض حياتهم وحياة ذويهم إلى الخطر.
  • ارتفاع ضغط الدم، والإصابة بأمراض القلب نتيجة انخفاض مستوى الأكسجين في الدم بصورة مفاجئة أثناء نوبات انقطاع النفس، مما يزيد الجهد على القلب.
  • يتعرض هذا المريض إلى أزمات قلبية متكررة، إذا كان يعاني من مشاكل قلبية، مما قد يعرضه إلى الموت المفاجئ نتيجة تكرار انخفاض مستوى الأكسجين في الدم.
  • قد يكون هذا المريض أكثر عرضة للإصابة بـ مرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، وتندب الكبد.
  • يمثل هذا المريض عقبة عند احتياجه للخضوع لعملية جراحية تحت تأثير التخدير الكامل، وكذلك عند إجراء جراحات تستلزم البقاء متستلقيًا على الظهر فترة طويلة.
  • تتأثر علاقة المريض بشريكه نتيجة صوت الشخير المرتفع الذي يؤثر على الطرف الآخر ويمنعه من النوم.

ما علاج انقطاع النفس عند النوم؟

يشمل علاج انقطاع النفس أحد الطرق التالية:

  1. تغير بعض السلوكيات الحياتية في الحالات البسيطة.
  2. الاستعانة ببعض الأجهزة.
  3. التدخل الجراحي.

1)  علاج حالات انقطاع النفس أثناء النوم البسيطة

  • الإقلاع عن التدخين.
  • اتباع نظام غذائي صحي.
  • ممارسة الرياضة.
  • فقدان الوزن الزائد له دور فعال في تقليل عدد النوبات التي يتعرض لها المريض.
  • إذا كنت تعاني من حساسية أنفية، سيقترح عليك طبيبك العلاجات المناسبة.
  • التوقف عن استعمال الحبوب المنومة لأنها تساعد على ارتخاء العضلات التنفسية.
  • يُفيد تجنب النوم على الظهر، واستخدام وسائد تساعد على النوم على إحدى الجوانب بعض المرضى.

2) علاج انقطاع النفس أثناء النوم عن طريق الأجهزة

1. جهاز ضغط مجرى التنفس الموجب المستمر (CPAP):

يُستخدم هذا الجهاز في الحالات المتوسطة والمتقدمة، وتعتمد فكرة هذا الجهاز على إمداد المريض بهواء له ضغط أكبر من الهواء المحيط يصل للمريض عند طريق قناع يرتديه أثناء النوم، مما يدعم  المجرى التنفسي للمريض، فيظل مفتوحًا.

يُعد هذا الجهاز من أكثر الطرق الشائعة في علاج انقطاع النفس أثناء النوم، ويلاقي عادةً استحسان و تأقلم من المرضى بعد فترة. يوجد عدة إصدارات من هذا الجهاز، فيوجد مثلًا جهاز يمكنه ضبط ضغط الهواء تلقائيًا أثناء النوم، يعرف باسم (auto-CPAP). ويوجد كذلك جهاز يستطيع تغير مستوى الضغط، فيزيد عند الشيق، ويقل عند الزفير في ما يعرف ب bilevel positive airway pressure (BPAP).

2. أجهزة توضع في الفم:

يمكن لطبيب الأسنان أن يساعدك عن طريق تصميم جهاز خاص لك ترتديه أثناء النوم، يساعد على إبقاء مجرى الهواء مفتوحًا، وتُعد هذه الأجهزة أسهل في الاستخدام، لكن تظل الصدارة لجهاز ضغط مجرى التنفس الموجب المستمر لعلاج هذه المشكلة.

يوجد عدة تصاميم للأجهزة التي توضع في الفم، وتختلف الطريقة التي تعمل بها تلك الأجهزة، لذلك قد يحتاج المريض إلى تجربة عدة أنواع حتى يصل للنوع الأكثر كفاءة وفعالية.

3. أجهزة الأكسجين:

قد تفيد الأجهزة التي تنقل الأكسجين حالات انقطاع النفس المركزية كعلاج تكميلي، وتعمل هذه الأجهزة من خلال قناع يرتديه المريض.

4. أجهزة التهوية:

ظهرت بعض الأجهزة الحديثة لعلاج هذا المرض عن طريق تسجيل نمط تنفس المريض أثناء الاستيقاظ وتخزينها، وعند خلود المريض للنوم تحاكي هذه الأجهزة النمط الطبيعي للتنفس المريض وتمنع حدوث انقطاعات النفس، تلائم هذه الأجهزة  مرضى الانقطاع المعقد.

3) العلاج الجراحي لحالات انقطاع النفس أثناء اليوم

  • إزالة بعض الأنسجة من أعلى الحلق: يمكن لإزالة هذه الأنسجة مع إزالة اللوزتين واللحمية، أن تعالج مشكلة الشخير لدى بعض المرضى، يلجأ الأطباء لهذا الحل عند عدم ملائمة الأجهزة الفموية أو أجهزة  ضغط مجرى التنفس الموجب المستمرة للمريض. يمكن كذلك استخدام الموجات الإشعاعية في تقليص حجم هذه الأنسجة كعلاج للحالات البسيطة والمتوسطة من انقطاع النفس أثناء النوم.
  • تعديل وضع الفك: تعتمد هذه الفكرة على جذب الفك إلى الخارج قليلًا مما يعطى مساحة مناسبة بين الحلق واللسان، فيقلل من الانسداد في هذه المنطقة.
  • جراحات تصحيح الأنف: يمكن أن تساعد جراحات تصحيح  انحراف الحاجز الأنفي في علاج أزمات انقطاع النفس.

في النهاية يجب الانتباه عند ملاحظة أي تغيرات في الحالة المزاجية عقب الاستيقاظ، فإذا دام شعورك بعدم الحصول على قسط كافٍ من الراحة، وذكر أحد المقربين أنك تصدر صوتًا أثناء النوم، قد يكون هذا بسبب انقطاع النفس خلال النوم، وقد يكون من الهام استشارة طبيب لمعرفة السبب وتجنب التعرض إلى أي مضاعفات.

    مشاركة المقال

    تواصل معنا

    التليفون

    البريد الإلكتروني

    الموقع

    الاسم الكامل*
    closest branch
    phone-number
    email-address