ما هي متلازمة توريت؟ أسبابها وأعراضها وطرق علاجها والتعامل معها
يواجه العديد من الأِشخاص بعض التحديات النفسية والاجتماعية التي تؤثر على جودة حياتهم نتيجة الإصابة بـ متلازمة توريت وهي واحدة من الاضطرابات العصبية المعقدة التي تبدأ غالبًا في مرحلة الطفولة، وتتميز بظهور حركات أو أصوات لا إرادية تُعرف بـالتشنجات، فبالرغم من أنها لا تؤثر عادة على الذكاء أو القدرة العقلية، نأتي في هذا المقال لتسليط الضوء على طبيعة متلازمة ريت وأسبابها المحتملة، أعراضها، وطرق التعامل والعلاج التي تساعد المصابين على التكيف مع حياتهم اليومية.
ما هي متلازمة توريت؟
تعرف متلازمة توريت على أنها اضطراب عصبي يفقد فيه الدماغ القدرة على التحكم الكامل ببعض الحركات أو الأصوات، مما يجعل الشخص يقوم بأمور فجأة وبدون قصد مثل الحركات أو الأصوات اللا إرادية والمتكررة تُعرف باسم اللزمات تبدأ غالبًا في مرحلة الطفولة، ويتميز بظهور تشنجات ليست ناتجة عن أسباب عضوية في العضلات أو الأعصاب الطرفية، بل ناتجة عن خلل في وظائف الدماغ، خصوصًا في المناطق المسؤولة عن الحركة.
وغالبًا ما تظهر هذه الأعراض بين سن 5 و10 سنوات، وتكون أكثر شيوعًا لدى الذكور مقارنة بالإناث.
أسباب الإصابة وعوامل الخطر
تعد هذه المعلومة ليست محددة لأنه لا يوجد سبب واحد محدد يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة توريت، لكن توصلت الأبحاث الطبية إلى أن هذه الحالة الطبية ناتجة عن تفاعل معقد بين عوامل وراثية وبيئية تؤثر على وظائف الدماغ وتحديداً في المناطق المسؤولة عن الحركة والتحكم السلوكي.
العوامل الوراثية تلعب دورًا مهمًا في الإصابة، فغالبًا ما تظهر هذه المتلازمة في أكثر من فرد داخل العائلة، ولكن لم يُحدد بعد جين واحد مسؤول، ولكن يُعتقد أن عدة جينات تسهم في زيادة القابلية للإصابة.
خلل في كيمياء الدماغ وتحديداً في مستويات بعض النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين
مما يؤثر على المناطق الدماغية المسؤولة عن تنظيم الحركة والسلوك.
العوامل البيئية والتطورية من مضاعفات الحمل أو الولادة، كنقص الأوكسجين عند الولادة أو الولادة المبكرة.
أما عن عوامل الخطر للإصابة بمتلازمة توريت فتتمثل في:
- العوامل الوراثية.
- التاريخ العائلي في أحد الوالدين أو الأقارب.
- الجنس الذي يشير إلى أن الذكور أكثر عرضة للإصابة من الإناث، بنسبة تصل إلى 3 أو 4 أضعاف.
- مشكلات الحمل أو الولادة.
- تعرض الجنين للسموم نتيجة تدخين الأم خلال الحمل أو تناول بعض الأدوية أو الكحوليات.
- إصابة الطفل بالعدوى أو الالتهاب العصبي في الطفولة المبكرة.
الأعراض (الحركات اللاإرادية – التشنجات الصوتية)
تتميز متلازمة توريت بظهور تشنجات لا إرادية مفاجئة ومتكررة لا يستطيع الشخص التحكم بها مع وجود علامات أخرى ، لذا توضح النقاط التالية أعراض متلازمة توريت:
الحركات اللاإرادية والتي تنقسم إلى نوعين:
التشنجات البسيطة مثل:
- رمش العين بسرعة.
- هز الرأس.
- عبوس الوجه.
- حركة الكتف.
- تحريك اليدين.
التشنجات المعقدة مثل:
- القفز.
- لمس الأشياء.
- ترتيب الأشياء بطريقة معينة.
- تقليد حركات الآخرين.
التشنجات الصوتية والتي تنقسم إلى نوعين:
التشنجات الصوتية البسيطة مثل:
- التنفس بصوت عالي.
- صافرة.
- كحة.
التشنجات الصوتية المعقدة مثل:
- تكرار كلمات أو عبارات.
- التلفظ بكلمات نابية أو غير مناسبة.
بعض الأعراض الأخرى مثل:
- تغيرات في السلوك.
- اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
- اضطراب الوسواس القهري .
التشخيص النفسي والعصبي
يتطلب تشخيص متلازمة توريت كفاية طبية عالية ويعتمد بشكل رئيسي على التقييم السريري الشامل إذ لا توجد فحوصات مخبرية أو تحاليل دم محددة تؤكد التشخيص، لكن في الأغلب يتم من خلال:
- التاريخ الطبي المفصل الذي يشمل بداية ظهور التشنجات و تكرارها ومدتها.
- الفحص العصبي لاستبعاد أي أسباب أخرى لظهور التشنجات مثل اضطرابات الحركة الأخرى أو أمراض الأعصاب.
- التقييم النفسي من خلال الأخصائي النفسي أو الطبيب النفسي الذي يقوم بتقييم الحالة النفسية والسلوكية للمريض وتحديداً للكشف عن أي اضطرابات نفسية قد ترافق متلازمة توريت.
- تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي (MRI) لاستبعاد أمراض أخرى.
- تحاليل دم لاستبعاد أسباب التشنجات الأخرى.
صحتك مش مستنية!
احجز دلوقتي مع أفضل الأطباء في أندلسية واستفيد من الخدمة اللي تستحقها.
احجز من هنا بخطوة واحدة بس
العلاج الدوائي والسلوكي
تتنوع أنواع العلاجات المتبعة للسيطرة على أعراض متلازمة توريت والتي تنقسم ما بين:
العلاج الدوائي الذي يستخدم لتقليل شدة التشنجات أو التحكم في الأعراض المصاحبة مثل القلق أو اضطراب فرط الحركة.
من أشهر أنواع الأدوية المتبعة لعلاج متلازمة توريت:
مضادات الدوبامين مثل هالوبيريدول، ريسبيريدون التي تساعد في تقليل التشنجات لكنها قد تسبب آثارًا جانبية، لذلك تستخدم بحذر.
أدوية مضادة للاكتئاب أو مضادات القلق لعلاج الأعراض المصاحبة.
العلاج السلوكي الذي يُعد من العلاجات الفعالة إذ يُعلم المريض وذويه تقنيات للتحكم في التشنجات وتقليلها مثل:
تقنية التدريب على العادات المعاكسة التي تساعد المصاب على التعرف على الشعور الذي يسبق التشنج، ومن ثم استبدال الحركة اللاإرادية بحركة إرادية بديلة.
العلاج السلوكي يساعد أيضًا في تقليل التوتر والقلق الذي قد يزيد من حدة التشنجات.
دور الدعم الأسري والعلاج النفسي
الدعم الأسري: تلعب الأسرة دورًا حيويًا في مساعدة المصابين بمتلازمة توريت على التعامل مع التشنجات والتحديات اليومية، فعندما يشعر الطفل أو المراهق بأن عائلته تفهم حالته ولا تنتقده بسبب الحركات أو الأصوات اللاإرادية، ذلك يزيد من ثقته بنفسه ويخفف من التوتر والقلق المصاحبين للمرض، فتساعد الأسرة في:
- توفير بيئة هادئة ومستقرة.
- تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره.
- التواصل مع المدرسة لتوفير الدعم اللازم.
- تقليل فرص تعرض الطفل للتنمر أو العزلة الاجتماعية.
العلاج النفسي:
يعد العلاج النفسي أحد أهم جوانب العلاج المتكامل لمتلازمة توريت إذ يساعد على:
- التعامل مع الضغوط النفسية .
- السيطرة على القلق الناتج عن الأعراض.
- تعليم تقنيات التحكم بالتشنجات أو تقليل شدتها.
- معالجة المشكلات المصاحبة مثل الوسواس القهري.
يجب التنويه على أن التعامل مع متلازمة توريت لا يقتصر على الأدوية أو العلاج الطبي فقط، بل يشمل أيضاً دعمًا نفسيًا وعائليًا مستمرًا، فهذا التكامل يساعد المريض على التكيف بشكل أفضل، والعيش بحياة طبيعية قدر الإمكان، مع تقليل تأثير الأعراض على حياته اليومية.
متى يجب زيارة طبيب الأعصاب؟
تكمن أهمية زيارة طبيب الأعصاب في الحالات التالية:
- ظهور أعراض تشنجات مثل الحركات اللاإرادية المستمرة إذا استمرت لأكثر من أسبوعين ولا تتحسن، وتحديداً إذا بدأت في التأثير على حياة الطفل اليومية.
- تفاقم الأعراض أو زيادة شدتها بشكل مفاجئ أو تصبح أكثر إزعاجًا وتؤثر على النوم، التعلم، أو التفاعل الاجتماعي.
- ظهور أعراض عصبية أخرى مثل ضعف العضلات، التنميل، الصداع الشديد، وفقدان التوازن.
- إذا كان الطفل يتلقى علاجًا ولكن الأعراض لا تتحسن أو تظهر آثار جانبية تثير القلق والتوتر.
ختاماً، نذكركم أن متلازمة توريت ليست مرضًا خطيرًا في حد ذاتها، لكنها من الأمور المرهقة نفسيًا واجتماعيًا للمصابين بها، وتحديداً في مرحلة الطفولة والمراهقة، فمع زيادة الوعي والفهم المجتمعي للاضطراب، يمكن تقديم الدعم المناسب للمرضى وتمكينهم من التعايش معه بثقة، فالتشخيص المبكر، والعلاج السلوكي أو الدوائي عند الحاجة، والتفهم الأسري والمدرسي، يشكلون جميعًا عناصر أساسية في تحسين حياة المصابين وتخفيف حدة الأعراض.

الأسئلة الشائعة
متى تنتهي متلازمة توريت؟
هل متلازمة توريت مرض عقلي؟
لماذا سميت متلازمة توريت؟
مشاركة المقال