أعراض سرطان الفم و أسبابه وما هي طرق الوقاية منه؟

أعراض سرطان الفم و أسبابه وما هي طرق الوقاية منه؟

الأورام والسرطان

هل سمعت عن سرطان الفم من قبل؟ على الرغم من أنه غير معروف للبعض، فإن الإصابة به شائعة جدًا، وهو نوع من الأورام السرطانية يُعرف أيضًا بسرطان تجويف الفم، والذي قد يصيب أي جزء منه كالشفاه واللثة واللسان أو الجزء الداخلي من الخدين أو حتى سقف الفم، ويمكن أن يتطور ليصيب اللوزتين والحلق، وقد يكون مهددًا للحياة إذا لم يُشخص ويعالج في وقتٍ مبكر، ومع ذلك فإن فرص علاجه والشفاء منه كبيرة، وسنقدم من خلال المقال مزيدًا من المعلومات عنه.

ما هي مراحل سرطان الفم؟

يظهر سرطان الفم على شكل ورم أو قرح نازفة أو بقع بيضاء في الفم لا تزول، وقد تظهر على اللسان أو الأنسجة المبطنة للفم واللثة وتحت اللسان أو في منطقة الحلق.

يُوجد أربع مراحل لسرطان الفم تُصنف وفقًا لحجم الورم ومدى انتشاره، وتُستخدم أحرف للإشارة إلى هذه المراحل وهي TNM، إذ يشير حرف الـ T إلى حجم وموقع الورم الرئيسي، بينما يشير حرف الـ N إلى ما إذا كان الورم قد انتشر إلى العقد الليمفاوية، ويشير حرف الـ M إلى انتشار الورم إلى مناطق أخرى من الجسم، وتشمل مراحل سرطان الفم:

  • المرحلة الأولى T1: وفيها يكون حجم الورم 2 سم أو أصغر، ولم ينتشر السرطان إلى الغدد الليمفاوية.
  • المرحلة الثانية T2: يتراوح حجم الورم في هذه المرحلة بين 2-4 سم ، ولم تنتشر الخلايا السرطانية إلى الغدد الليمفاوية.
  • المرحلة الثالثة T3: في هذه المرحلة يتجاوز حجم الورم 4 سم، ولم ينتشر إلى الغدد الليمفاوية، وقد ينتشر إلى عقدة ليمفاوية واحدة، ولكن ليس إلى أجزاء أخرى من الجسم.
  • المرحلة الرابعة T4: وهنا لا تكون الأورام بحجم معين ولكنها تنتشر إلى الأنسجة القريبة أو الغدد الليمفاوية أو أجزاء أخرى من الجسم.

ما هي أسباب الإصابة بسرطان الفم؟

غالبًا ما يصيب سرطان الفم الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا ويصيب الرجال أكثر من النساء بمعدل الضعف تقريبًا.

تتطور سرطانات الفم عندما تحدث تغيرات (طفرات) في الحمض النووي للخلايا الموجودة في الشفاه أو في الفم. تتسبب هذه الطفرات في استمرار نمو الخلايا وانقسامها بشكل غير طبيعي، وعندما تتراكم هذه الخلايا فإنها تشكل ورمًا، ومع مرور الوقت قد تنتشر إلى أجزاء أخرى من الرأس والرقبة أو أجزاء أخرى من الجسم.

لا يوجد سبب محدد وراء الطفرات التي تسبب سرطان الفم، ولكن هناك عدد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به والتي نستعرضها فيما يلي.

ما هي عوامل خطر الإصابة بسرطان الفم؟

ترتبط بعض العادات الحياتية الخاطئة والأمراض بزيادة فرص الإصابة بسرطان الفم، ومنها:

  • التدخين أو مضغ التبغ (المدخنون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الفم بست مرات من غير المدخنين).
  • شرب الكحول.
  • الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
  • تعرض الشفاه المفرط للشمس خاصةً في سن مبكرة.
  • ضعف جهاز المناعة.
  • سوء التغذية الشديد.
  • سوء نظافة الفم وأمراض اللثة

كما تزداد فرص الإصابة به لدى:

  • الرجال (وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية، يواجه الرجال ضعف خطر الإصابة بسرطان الفم مقارنةً بالنساء).
  • من تجاوزوا 50 عامًا.
  • من لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الفم.
  • الأشخاص الذين يمارسون الجنس الفموي بكثرة.

ما هي أعراض سرطان الفم؟

يتطور سرطان الفم في أي جزء منه، وعادةً ما يبدأ في الخلايا التي تغطي أسطح الفم واللسان والشفتين، ويتسبب في ظهور أعراض، مثل:

  • قرح في الفم أو الشفاه لا تلتئم.
  • بقع بيضاء أو حمراء أو مرقطة (نقط بيضاء وحمراء) داخل الفم.
  • تخلخل الأسنان دون سبب واضح.
  • ورم أو نتوء في الفم وقد يظهر في الرقبة نتيجة تضخم العقد الليمفاوية.
  • ألم مستمر في أي جزء من الفم.
  • ألم في الأذن.
  • صعوبة في البلع والتصاق الطعام بالحلق.
  • قشور في الفم.
  • تآكل أجزاء من الشفاه أو اللثة أو الخد أو مناطق أخرى داخل الفم.
  • نزيف غير مبرر في الفم.
  • خدر (فقدان الإحساس) غير معروف السبب في أي منطقة من الوجه أو الفم أو الرقبة.
  • وجع أو شعور بأن شيئًا ما عالق في مؤخرة الحلق.
  • صعوبة في المضغ أو التحدث أو تحريك الفك أو اللسان.
  • بحة في الصوت (يصبح الصوت أجشًا) أو التهاب الحلق المزمن.
  • صعوبة ارتداء أطقم الأسنان نتيجة تورم الفك، وقد تصبح غير مريحة ولا تتوافق مع الأسنان.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • رائحة الفم الكريهة التي لا تزول.
  • تغير طعم الفم.

قد تتشابه الأعراض السابقة مع تلك الناجمة عن حالات أخرى، فالبقع الحمراء والبيضاء قد تكون بسبب عدوى فطرية تُسمى القلاع، وإذا استجابت هذه البقع لمضادات الفطريات فإنها ليست سرطانية.

في العموم من المهم استشارة الطبيب إذا لم يختف أي من هذه الأعراض خلال أسبوعين.

كيف يتم تشخيص سرطان الفم؟

قد يشك طبيب الأسنان في إصابة المريض المحتملة بسرطان الفم في أثناء الفحص المنتظم، أو إذا كان المريض يشكو من أحد الأعراض التي ذكرناها ولا يستجيب للعلاج، ولتأكيد التشخيص قد يحيل المريض إلى طبيب تخصص جراحة فم، أو اختصاصي أنف وأذن وحنجرة في حالة وجود ألم مستمر في الأذن.

سيجري الطبيب المتخصص فحصًا بدنيًا يتضمن النظر داخل الفم بالكامل، وحوله، وفحص الرأس والوجه والرقبة بحثًا عن أي علامات محتملة للسرطان، وسيسأل المريض عن الأعراض التي يشكو منها وما إذا كان لديه تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الفم أو غيره من الأورام السرطانية.

سيطلب الطبيب أيضًا من المريض بعض الفحوص التشخيصية؛ لتأكيد الإصابة بسرطان الفم، مثل: 

  • خزعة الفرشاة: تسمى أيضًا خزعة الكشط، ومن خلالها يستخدم الطبيب فرشاة صغيرة أو ملعقة لكشط منطقة مصابة بالفم برفق؛ للحصول على الخلايا لفحصها بحثًا عن السرطان.
  • الخزعة الجراحية: وفيها يزيل الطبيب قطعة صغيرة من الأنسجة باستخدام أداة قطع مخصصة، أو قد يأخذ عينة من خلايا الرقبة في حالة وجود ورم أو كتلة فيها باستخدام إبرة؛  لفحص الخلايا السرطانية.
  • تنظير الحنجرة غير المباشر وتنظير البلعوم: يستخدم الطبيب في هذا الإجراء مرآة صغيرة مثبتة على مقبض طويل رفيع؛ للنظر إلى الحلق وقاعدة اللسان وجزء من الحنجرة.
  • تنظير البلعوم وتنظير الحنجرة المباشر (المرن): يُوصى بهذا الإجراء لفحص مناطق الحلق والفم التي لا يمكن رؤيتها بالمرآة، وفيه يستخدم الطبيب منظارًا داخليًا (أنبوب رفيع مرن في نهايته ضوء وعدسة للرؤية).
  • تنظير الأنف: وهو أنبوب طويل ورفيع ومرن مزود بكاميرا وضوء في نهايته ويُوجه من خلال الأنف إلى الحلق. عادةً ما يوصي الطبيب بتنظير الأنف إذا اشتبه أن السرطان في الحلق أو الحنجرة.
  • الأشعة السينية: يمكن استخدام الأشعة السينية للرأس والرقبة؛ لمعرفة ما إذا كانت الخلايا السرطانية موجودة في الفك أو الرئتين أو الصدر.
  • قد يوصي الطبيب أيضًا بفحوص، مثل: الأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني؛ لتحديد موقع الخلايا السرطانية ودرجة انتشارها.

للأسف فإن سرطان الفم من الأنواع سريعة الانتشار، ويساعد اكتشافه مبكرًا على تحسين فرص الشفاء؛ لذا يُوصى بإجراء فحص روتيني للفم بدءًا من عمر 18 عامًا، خاصةً في حالة التدخين.

تعرف في الفيديو إلى منظار الحنجرة وأهميته في تشخيص أسباب تغير الصوت والكشف عن أمراض الحنجرة -  مع د. محمد حسن عبد الله - استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة بمستشفيات أندلسية. 

 

ما هو علاج سرطان الفم؟

يصبح العلاج أسهل وأكثر فاعلية إذا ما اكتُشف سرطان الفم مبكرًا، ومع ذلك تُشخص معظم الحالات في مرحلة متقدمة جدًا نتيجة سرعة انتشار المرض، وتشابه الأعراض مع حالات أخرى بسيطة فلا يهتم المريض بالمتابعة لدى طبيب.

يعتمد علاج سرطان الفم على مكانه ومرحلته، بالإضافة لصحة المريض العامة وعمره وغيرها من العوامل.

تشمل خيارات العلاج الجراحة والعلاج الإشعاعي والكيميائي، وقد يلجأ الطبيب لنوع واحد من العلاجات أو أكثر.

الجراحات

تشمل جراحات سرطان الفم ما يلي:

  • جراحة لإزالة الورم: قد يزيل الجراح الورم وجزءًا من الأنسجة السليمة المحيطة به لضمان التخلص من جميع الخلايا السرطانية. يمكن إزالة السرطانات الصغيرة من خلال جراحة بسيطة. قد تتطلب الأورام الأكبر إجراءات أكثر تعقيدًا. على سبيل المثال، قد تتضمن جراحة الورم الأكبر حجمًا إزالة جزء من عظم الفك أو اللسان.
  • جراحة لإزالة السرطان في الرقبة: إذا انتشرت الخلايا السرطانية في العقد الليمفاوية في الرقبة أو إذا كان هناك خطر لانتشارها مثل في حالات إذا كان حجم السرطان كبيرًا، فقد يوصي الطبيب بإزالة العقد الليمفاوية والأنسجة القريبة من السرطان في الرقبة.
  • جراحة لإعادة بناء الفم: قد يلجأ الطبيب لهذا الإجراء بعد إزالة السرطان، وهي جراحة ترميمية لإعادة بناء الفم بعد إزالة أجزاء من الفك والأنسجة حتى يستعيد المريض قدرته على التحدث وتناول الطعام. 

العلاج الإشعاعي

يستخدم العلاج الإشعاعي حزمًا عالية من الأشعة السينية أو غيرها؛ للقضاء على الخلايا السرطانية. غالبًا ما يُستخدم العلاج الإشعاعي بعد الجراحة لتدمير أي خلايا سرطانية متبقية، ولكن في بعض الأحيان يمكن استخدامه بمفرده إذا كان سرطان الفم في مراحله المبكرة.

العلاج الكيميائي

يتضمن هذا العلاج استخدام مواد كيميائية لقتل الخلايا السرطانية، وقد يُستخدم بمفرده أو مع علاجات السرطان الأخرى مثل الإشعاع.

العلاج الدوائي المستهدف (الموجه)

تعالج الأدوية الموجهة سرطان الفم عن طريق تغيير العوامل التي تحفز نمو الخلايا السرطانية، أي أنه يستهدف السرطان ويهاجمه بدقة دون الإضرار بالأنسجة السليمة، يمكن استخدام الأدوية الموجهة بمفردها أو مع العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.

العلاج المناعي

قد لا يهاجم الجهاز المناعي السرطان، لأن الخلايا السرطانية تنتج بروتينات تُعمي الجهاز المناعي، ويعمل هذا العلاج عن طريق منع هذه العملية.

عادةً ما يوصي الطبيب بالعلاج المناعي للأشخاص المصابين بسرطان الفم المتقدم الذين لا يستجيبون للعلاجات الأخرى.

كيف يمكن الوقاية من سرطان الفم؟

على الرغم من أن سرطان الفم يرتبط بحدوث طفرات في الحمض النووي، فإن بعض العادات الحياتية تزيد من فرص الإصابة به، ومع تجنبها يمكن الوقاية منه إلى حد كبير:

  • الإقلاع عن التدخين والكحول.
  • تناول نظام غذائي متوازن.
  • التقليل من التعرض للشمس واستخدام مرطب الشفاه المزود بعامل حماية من الشمس.
  • الفحص الروتيني للفم في حالة وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الفم أو وجود عوامل خطر مثل التدخين أو الإصابة بفيروس الورم الحليمي.
  • الفحص الذاتي للفم في المرآة وبمساعدة ضوء ساطع؛ للتحقق من أجزائه على قدر الإمكان.
  • الحصول على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري.

إلى جنب المضاعفات الجسدية فقد يتسبب سرطان الفم في تأثيرات نفسية كبيرة كالاكتئاب خاصةً إذا خضع المريض لإزالة أجزاء من فمه أو تأثرت طريقة حديثه أو لم يعد قادرًا على تناول الطعام بشكل طبيعي.

في مجمل القول، فإن سرطان الفم من الحالات التي يجب الانتباه لها، فهو كما ذكرنا من السرطانات سريعة الانتشار، لذا في حالة ظهور أي عرض حتى لو بدا بسيطًا واستمر مدة أسبوعين يجب استشارة الطبيب حتى يمكن تشخيص الحالة قبل تفاقمها.

الأسئلة الشائعة

  • كم يعيش المصاب بسرطان الفم؟

  • ما هي مضاعفات سرطان الفم؟

مشاركة المقال

تواصل معنا

التليفون

البريد الإلكتروني

الموقع

الاسم الكامل*
closest branch
phone-number
email-address