ما هي أهمية تحليل صورة دم كاملة؟

تعداد الدم الكامل، أو صورة الدم الكاملة من فحوص الدم الشائعة، التي يطلبها الطبيب لتشخيص مجموعة كبيرة من الأمراض والحالات الصحية، كما أنه يساعد الطبيب على مراقبة تعافي المريض من بعض الإصابات والجراحات.
يحسب اختبار صورة الدم الكاملة الخلايا التي يتكون منها الدم، وهي خلايا الدم الحمراء، وكُريات الدم البيضاء والصفائح الدموية. عادةً ما يطلب الطبيب فحص صورة الدم الكاملة كجزء من  الفحوص الروتينية أو من أجل:

1. التحقق من مشكلات صحية مثل فقر الدم، واللوكيميا، والثلاسيميا، وغيرها من اضطرابات الدم.
2. تفسير بعض الأعراض التي يعاني منها المريض مثل الضعف، والحمى، والكدمات، أو الشعور بالتعب والنهجان، ومعرفة السبب ورائها.
3. مراقبة كيف تؤثر بعض الأدوية مثل العلاج الكيميائي في الدم، ما يساعد بدوره على تقييم فاعلية العلاج، أو مراقبة الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
4. اكتشاف وجود عدوى في مجرى الدم، والتي تسبب انخفاض أو ارتفاع غير طبيعي في عدد خلايا الدم البيضاء.
5. استبعاد بعض الحالات والاضطرابات.
6. التحقق من احتمالية نقص بعض الفيتامينات والمعادن.

يقيس تحليل صورة الدم الكاملة المكونات الأساسية الثلاثة للدم، وهي:

1. خلايا الدم الحمراء.
2. كُريات الدم البيضاء.
3. الصفائح الدموية.

وسنتحدث بالتفصيل عن كل منها فيما يلي:

خلايا الدم الحمراء: يقيس فحص صورة الدم الكاملة عدد خلايا الدم الحمراء، ونسبتها إلى الخلايا الأخرى ونسبة الهيموجلوبين بها، والسمات الفيزيائية للخلايا مثل حجمها. ينتج الجسم خلايا الدم الحمراء في نخاع العظام قبل أن يطلقها في مجرى الدم.

يبلغ متوسط عمر خلايا الدم الحمراء حوالي 120 يومًا، ويجب أن يستمر النخاع في إنتاج كمية كافية من خلايا الدم الحمراء لتعويض الخلايا التي تموت أو تُفقد بسبب النزيف. قد تؤثر بعض الحالات في إنتاج خلايا الدم الحمراء مثل فقر الدم الذي تنخفض فيه عددها عن المعدل الطبيعي.

كُريات الدم البيضاء: يساعد فحص صورة الدم الكاملة على معرفة عدد كل نوع من خلايا الدم البيضاء، وهي جزء من جهاز المناعة تساعد على مكافحة العدوى والالتهابات في الجسم. ينتج الجسم خلايا الدم البيضاء ويخزن 90% منها في نخاع العظام، حتى يحتاجها جهاز المناعة، وينتشر عدد قليل من خلايا الدم البيضاء في الدم بشكل طبيعي. 

قد يشير ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء إلى وجود عدوى أو حالة التهابية، ويُوجد عدة أنواع مختلفة من خلايا الدم البيضاء لكلٍ منها وظيفة، وقد يشير ارتفاع كل نوع إلى حالة مختلفة، على سبيل المثال قد يشير ارتفاع "العدلات- Neutrophils" إلى عدوى بكتيرية، بينما قد تكون زيادة "الحمضات- Eosinophil" علامة على وجود حساسية.

الصفائح الدموية: يمكن معرفة عدد الصفائح الدموية، ومتوسط حجمها عن طريق فحص صورة الدم الكاملة، وهي خلايا صغيرة تعمل على تشكيل الجلطات الدموية لمنع النزيف المفرط في حالة الإصابة. يبلغ عمر الصفائح الدموية 10 أيام فقط، وينتجها الجسم عادةً عندما يحتاج إلى إصلاح ضرر ما. قد تسبب بعض الحالات في ارتفاع أو انخفاض عدد الصفائح الدموية، على سبيل المثال قد تسبب بعض حالات المناعة الذاتية أو العدوى انخفاض عدد الصفائح الدموية، وقد يشير ارتفاعها إلى خطر الإصابة بجلطة في الدم. في بعض الأحيان يزداد مستوى الصفائح الدموية بشكلٍ مؤقت مثل ما بعد الجراحة أو الإصابة.

شاهد في هذا الفيديو أسباب مرض نقص الصفائح الدموية، وتشخيصه، وعلاجه مع أ.د. عماد عبد المحسن - استشاري أمراض الباطنة وأمراض الدم والمناعة والنزيف والتجلط في مستشفيات أندلسية

عادةً ما يكون فحص صورة الدم الكاملة جزءًا من الفحوص الروتينية التي يوصي بها الطبيب، أو قد يحتاجه المريض إذا كانت هناك علامات أو أعراض تشير لمشكلة صحية كامنة، وبصفة عامة يحتاج المريض إجراء فحص صورة الدم الكاملة في الحالات التالية:

• ظهور أعراض مستمرة مثل الضعف العام، والحمى، والنهجان، وخفقان القلب، والكدمات، والغثيان والقيء وغيرها.
• الإصابة بأمراض مزمنة أو أمراض مناعية.
• ظهور التهاب في أي مكان في الجسم.
• ألم المفاصل المستمر.
• مشكلات في معدل ضربات القلب أو ضغط الدم.

غياب الدورة الشهرية هو العلامة الأولى على حدوث الحمل. في بعض الأحيان تشعر المرأة أنها حامل حتى قبل موعد الدورة الشهرية المتوقع عن طريق بعض الأعراض مثل الصداع، والتعب، وألم الثدي، ومع ذلك، فإن الفحوص هي الوسيلة الأساسية لتأكيد حدوث الحمل.

اختبار الحمل في الدم، أو اختبار الحمل المنزلي، أو فحص الموجات فوق الصوتية (السونار) هي الاختبارات التي تؤكد حدوث الحمل، أما فحص صورة الدم الكاملة لا يُظهر وجود حمل، لأنه لا يتحقق من وجود هرمون الحمل (موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية)، وإنما يساعد على حساب عدد خلايا الدم وصفاتها الفيزيائية كما ذكرنا.

وقد يطلب الطبيب إجراء اختبار صورة الدم الكاملة في الشهور الأولى من الحمل، لتقييم الحالة الصحية للأم، ومعرفة ما إذا كانت تعاني من وجود مشكلات مثل الأنيميا، أو عدوى حتى يمكن التعامل معها في وقتٍ مبكر دون أن تؤثر في صحة الأم أو الجنين.

تحليل صورة الدم الكاملة هو إجراء بسيطة ولا يحتاج لاستعدادات خاصة، ويمكن زيارة المختبر في أي وقت وإجراء التحليل، والذي يتضمن الخطوات التالية:

• يقوم الطبيب بربط الذراع باستخدام الرباط الضاغط Tornicit، والذي يساعد على بروز الوريد حتى يتمكن الطبيب من سحب العينة منه.
• يعقم الطبيب المنطقة التي يسحب منها عينة الدم، وعادةً ما تكون في الجزء الداخلي من المرفق.
• يبدأ الطبيب بسحب العينة باستخدام إبرة رفيعة، ثم يضع العينة في أنبوب اختبار مخصص، ويزيل الرباط الضاغط، ويعقم المنطقة مرة أخرى، ثم يضع ضمادة.
• قد يطلب الطبيب من المريض ثني المرفق أو الضغط على مكان سحب العينة لمنع نزول الدم.
• يستغرق التحليل مدة أقل من خمس دقائق.

لا يحتاج اختبار صورة الدم الكاملة لاستعدادات خاصة كما ذكرنا سابقًا، ويمكن إجراؤه في أي وقت من اليوم قبل أو بعد تناول الوجبات، ولكن إذا كان الاختبار ضمن مجموعة من الفحوص الطبية الأخرى التي تحتاج للامتناع عن تناول الطعام مثل تحليل السكر الصائم فقد يوصي الطبيب بالصيام لمدة تصل لثمانِ ساعات أو أكثر بحسب التحاليل الأخرى المطلوبة.

ختامًا، أجبنا من خلال المقال على تساؤل شائع وهو: "ما أهمية تحليل صورة الدم الكاملة؟" ويُفضل إجراء الاختبار على الأقل مرة كل عام كجزء من الفحوص الروتينية، وننصح بإجراء الاختبار في مستشفيات اندلسية لانها تمتلك  أفضل معمل تحاليل في القاهرة  لضمان دقة النتائج والتشخيص.