السكري النوع الثاني

السكري النوع الثاني: اكتشف الأعراض والحلول قبل فوات الأوان

الصحة العامة

هل تشعر بعطش متزايد؟ إرهاق لا ينتهي؟ أو ربما جروحك تستغرق وقتًا أطول للالتئام؟ قد تكون هذه إشارات أولية لمرض العصر الأكثر شيوعًا "السكري النوع الثاني" 
الذي لا يقتصر تأثيره في مستوى السكر في الدم فقط، بل يمتد ليؤثر في صحة القلب والكلى والأعصاب والعينين إذا لم تتم السيطرة عليه، وتكمن خطورته في أن أعراضه تتطور ببطء وقد تمر دون ملاحظة في بداياته. لذلك نقدم لك من خلال المقال التالي أبرز أعراضه وكيفية تشخيصه والحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي. 

 

ما هو السكري النوع الثاني؟ 

داء السكري النوع الثاني مرض مزمن يحدث عندما لا يستجيب الجسم بشكل صحيح لتأثير الإنسولين أو لا ينتجه بالقدر الكافي، فيؤدي إلى تراكم الجلوكوز في الدم وارتفاع مستوياته.  

يختلف هذا النوع عن السكري النوع الأول الذي ينشأ نتيجة خلل مناعي ذاتي يمنع الجسم من إفراز الإنسولين تمامًا. أما النوع الثاني فيرتبط أساسًا بـ مقاومة الإنسولين مع تراجع تدريجي في قدرة البنكرياس على إنتاجه بمرور الوقت. 

الفرق بينه وبين النوع الأول 

يُصنف داء السكري إلى نوعين رئيسيين، يختلف كل منهما في آلية حدوثه وأسبابه والفئة العمرية الأكثر عرضة له. يساعد فهم هذا الفرق على التشخيص الصحيح واختيار أسلوب العلاج الأنسب لكل حالة: 

السكري النوع الأول: مرض مناعي ذاتي يقوم فيه الجهاز المناعي بمهاجمة الخلايا المسئولة عن إنتاج الإنسولين في البنكرياس، فيؤدي إلى انعدام إفرازه. غالبًا ما يظهر هذا النوع في مرحلة الطفولة أو المراهقة. 

السكري النوع الثاني: ينشأ أساسًا نتيجة مقاومة الجسم لتأثير الإنسولين مع وجود عوامل متعلقة بنمط الحياة والعوامل الوراثية. وهو الأكثر شيوعًا بين البالغين، إلا أنه قد يُصيب الأطفال أيضًا. يتمثل في عدم قدرة الجسم على استخدام الإنسولين بفاعلية أو إنتاجه بكميات كافية. 

أسباب الإصابة وعوامل الخطر 

تتداخل مجموعة من العوامل في ظهور السكري النوع الثاني، بعضها يرتبط بالوراثة وبعضها الآخر يتعلق بنمط الحياة والصحة العامة. لا تعني هذه العوامل بالضرورة أن الإصابة حتمية، لكنها تزيد من احتمالية حدوث المرض وتسرع من تطوره، من أبرز العوامل: 

  • مقاومة الإنسولين مع انخفاض إفرازه تدريجيًا بمرور الوقت. 
  • الاستعداد الوراثي، إذ تزداد احتمالية الإصابة إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما مصابًا بالمرض. 
  • السمنة وقلة النشاط البدني والنظام الغذائي غير الصحي. 
  • التقدم في العمر، خصوصًا بعد سن 45 عامًا، إضافةً إلى وجود مقدمات السكري. 
  • الإصابة بارتفاع ضغط الدم واضطراب مستويات الكوليسترول. 

الأعراض الشائعة 

قد لا تظهر أعراض مرض السكري النوع الثاني بشكل مفاجئ، بل تتطور تدريجيًا وغالبًا ما تكون خفيفة في بدايتها، وذلك ما يجعل اكتشاف المرض صعبًا في مراحله الأولى.  

من أبرز الأعراض التي قد يلاحظها المريض: 

  • كثرة التبول والعطش الشديد. 
  • زيادة الشعور بالجوع مع الإحساس بالتعب والإرهاق. 
  • تشوش أو ضبابية في الرؤية. 
  • بطء التئام الجروح أو القروح. 
  • شعور بألم أو وخز أو تنميل في اليدين أو القدمين. 

تعرف ايضا علي :  اعراض السكري مع الحمل 

مضاعفات السكري غير المتحكم فيه 

عند غياب المتابعة الطبية أو استمرار ارتفاع مستوى السكر في الدم، قد يتسبب السكري من النوع الثاني في حدوث مضاعفات خطيرة تؤثر في عدة أعضاء وأجهزة في الجسم، منها: 

  • أمراض الكلى (اعتلال الكلية السكري). 
  • أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل: الجلطات القلبية والسكتات الدماغية. 
  • تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي السكري). 
  • مشكلات في العين قد تتطور إلى فقدان البصر. 
  • تقرحات والتهابات القدم التي قد تصل في الحالات الشديدة إلى البتر. 

طرق التشخيص (تحاليل – فحوصات) 

يعتمد الطبيب في تشخيص السكري النوع الثاني على مجموعة من الفحوص المعملية التي تهدف إلى قياس مستويات السكر في الدم والتفريق بين أنواعه، وتشمل: 

  • تحاليل الدم: مثل اختبار سكر الدم الصائم (FPG) واختبار تحمل الجلوكوز الفموي (OGTT) وفحص السكر التراكمي (HbA1c). 
  • اختبارات الأجسام المضادة: تُجرى في بعض الحالات للمساعدة على التمييز بين السكري من النوع الأول والنوع الثاني. 
  • اختبارات البول: قد تُستخدم للكشف عن وجود الكيتونات. 

أحدث بروتوكولات العلاج في أندلسية 

يعتمد النهج العلاجي لمرضي السكري النوع الثاني على مبدأ الدمج بين علاج عوامل الخطر المصاحبة، مثل: ارتفاع ضغط الدم والتحكم في مستويات السكر بالدم، مع مراعاة التكلفة والالتزام بالإرشادات الإكلينيكية المعتمدة: 

علاج ارتفاع ضغط الدم لدى مرضى السكري 

يُعد ضبط ضغط الدم خطوة أساسية للوقاية من المضاعفات القلبية والوعائية. يُفضل استخدام أدوية محددة، مثل: 

  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors). 
  • مثبطات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARBs). 
  • المدرات البولية. 
  • حاصرات بيتا. 

صحتك مش مستنية!
احجز دلوقتي مع أفضل الأطباء في أندلسية واستفيد من الخدمة اللي تستحقها.
 احجز من هنا بخطوة واحدة بس

مراعاة الفعالية والتكلفة 

يختار الطبيب الأدوية وفقًا لفعاليتها وأمانها، مع مراعاة التوازن بين التكلفة والجودة والالتزام الدقيق بالبروتوكولات العلاجية، لضمان نتائج أفضل وتقليل الأعباء الصحية والاقتصادية. 

علاج السكري النوع الثاني 

تبدأ الخطة العلاجية دائمًا بتعديل نمط الحياة (النظام الغذائي الصحي + النشاط البدني المنتظم)، والالتزام بالأدوية التالية: 

  •  العلاج الدوائي: دواء الميتفورمين هو الخيار الأساسي. 
  •  حال عدم الوصول إلى مستويات السكر المطلوبة، يمكن إضافة أدوية أخرى، مثل جليميبرايد أو غيره بحسب حالة المريض واستجابة جسمه للعلاج. 

النظام الغذائي وأسلوب الحياة الصحي 

يُعد أسلوب الحياة الصحي حجر الأساس في إدارة مرض السكري النوع الثاني، إذ يلعب كل من النظام الغذائي المتوازن والنشاط البدني المنتظم دورًا محوريًا في تحسين استجابة الجسم للإنسولين والسيطرة على مستويات السكر في الدم، إلى جانب تقليل خطر المضاعفات على المدى البعيد، لذلك، ينصح الأطباء بالآتي: 

  • التركيز على تناول الحبوب الكاملة والأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، مثل: الفواكه والخضراوات والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية. 
  • الحد من تناول الكربوهيدرات المكررة والسكريات، مع إعطاء الأولوية للأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض للحفاظ على استقرار مستوى السكر في الدم. 
  • الاهتمام بالتحكم في حجم الحصص الغذائية وتوازن الوجبات على مدار اليوم لضبط مستويات الجلوكوز. 
  • فقدان الوزن بنسبة تتراوح بين 5 – 10% من وزن الجسم قد يُحسنن بشكل ملحوظ التحكم في مستوى السكر ويقلل من مخاطر المضاعفات. 
  • ممارسة الرياضة عنصر أساسي في العلاج، إذ يساعد على تقليل مقاومة الإنسولين وتحسين كفاءة استخدامه داخل الجسم. 

متابعة المريض دورياً مع الطبيب 

 المتابعة المنتظمة مع الطبيب جزءًا أساسيًا من إدارة مرض السكري النوع الثاني، إذ تساعد على الوقاية من المضاعفات والكشف المبكر عنها، وتشمل: 

  • المتابعة الدورية لمستوى السكر وضغط الدم للتأكد من بقائهما ضمن الحدود الآمنة. 
  • إجراء فحوص دورية للكشف عن المضاعفات المحتملة، مثل: وظائف الكلى وفحص العين وتقييم اعتلال الأعصاب. 
  • تعديل خطة العلاج من أدوية أو تغييرات في نمط الحياة بناءً على نتائج التحكم في سكر الدم والحالة الصحية العامة. 

"مرض السكري النوع الثاني ليس مجرد ارتفاع في مستوى السكر بالدم، بل هو مرض مزمن قد يترك مضاعفات خطيرة إذا لم تتم السيطرة عليه بالشكل الصحيح. لكن الخبر الجيد أن التشخيص المبكر والالتزام بالعلاج واتباع أسلوب حياة صحي قد يحد من تطوره ويحافظ على جودة حياتك. تذكر أن الوقاية تبدأ بخطوات بسيطة أولها المتابعة الدورية مع الطبيب. 

 

 

 

الأسئلة الشائعة

  • كيف أعرف أني مصاب بالسكري النوع الثاني؟

  • ما هي نسبة السكر من النوع الثاني؟

  • هل السكري النوع الثاني يمكن الشفاء منه؟

مشاركة المقال