الرضاعة الطبيعية

هل الرضاعه الطبيعيه تمنع الحمل ؟ تعرف علي المخاطر والوسائل الآمنة

صحة المرأة

قد تظنين أن الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل تمامًا، لكن الحقيقة غير ذلك!  فبينما تساعد الرضاعة على تأخير التبويض بشكل طبيعي، إلا أن الحمل قد يحدث في أي وقت، حتى قبل عودة الدورة الشهرية.  

هنا يبدأ التساؤل: هل الرضاعة آمنة في أثناء الحمل؟ وهل يؤثر ذلك في صحتك أو صحة الجنين أو حتى الرضيع؟ هذا المقال يجيبك عن كل ما تحتاجين معرفته حول العلاقة بين الرضاعة الطبيعية والحمل، من المخاطر المحتملة إلى النصائح الطبية للحفاظ على سلامتك وسلامة طفلك. 

كيف تؤثر الرضاعة الطبيعية على الخصوبة؟ 

عندما ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، يرتفع في جسمك هرمون يُسمى البرولاكتين، وهو المسؤول عن إنتاج الحليب. ارتفاع هذا الهرمون يقلل من الهرمونات التي تحفز التبويض، فيؤدي إلى تأخر عودة الخصوبة. كما أن مص الطفل للثدي يُرسل إشارات إلى الدماغ ليُحافظ على مستوى البرولاكتين مرتفعًا، وبالتالي يمنع حدوث التبويض، بينما شفط الحليب بالمضخة لا يعطي التأثير نفسه. 

لهذا السبب قد تعمل الرضاعة الطبيعية الحصرية كوسيلة طبيعية لمنع الحمل، وتُعرف هذه الطريقة باسم طريقة انقطاع الطمث الإرضاعي (LAM). 

لكن يجب أن تعلمي أن  التبويض قد يحدث حتى قبل عودة الدورة الشهرية، ما يعني أن الحمل يظل ممكنًا حتى في غياب الدورة

آلية عمل الرضاعة الطبيعية في تأخير التبويض 

يحدث تأخير التبويض في أثناء الرضاعة من خلال آلية هرمونية، يكون المحرك الأساسي لها هو عملية مص الطفل للثدي. 

 نوضح لكِ فيما يلي كيف تعمل هذه الآلية: 

  • عندما يرضع طفلك، يتم تحفيز إفراز هرمون البرولاكتين من الغدة النخامية، وهو الهرمون المسؤول عن إنتاج الحليب. 
  • هذا التحفيز مع إفراز البرولاكتين يؤدي إلى تعطيل الإيقاع الطبيعي لإفراز هرمون GnRH (هرمون محفز الغدد التناسلية) من تحت المهاد في الدماغ. 
  • نتيجة ذلك، يقل إفراز هرمون LH (الهرمون اللوتيني) من الغدة النخامية، وهو ضروري لحدوث التبويض. 
  • ورغم أن مستوى هرمون FSH (الهرمون المنشط للجريبات) يظل كافيًا لنمو البويضات، فإن انخفاض نبضات LH يجعل الجريبات تنتج كمية أقل من هرمون الاستردايول. 
  • من دون كمية كافية من الإستردايول، لا يحدث الارتفاع الكبير في هرمون LH اللازم لإطلاق البويضة (أي التبويض). 
  • وهكذا يتأخر أو يُمنع التبويض في أثناء الرضاعة، وعندما تقل عملية المص أو تقل مرات وكثافة الرضاعة، يعود إفراز الهرمونات إلى نمطه الطبيعي، فيحدث التبويض وتعود الخصوبة. 

الشروط التي تجعل الرضاعة الطبيعية وسيلة فعالة لمنع الحمل 

حتى تكون الرضاعة الطبيعية وسيلة فعالة لتأجيل الحمل، يجب توافر هذه الشروط: 

  • أن يكون عمر طفلك أقل من 6 أشهر. 
  • أن تكون الرضاعة طبيعية حصرية، أي دون حليب صناعي أو أطعمة صلبة أو حتى اللهاية. 
  • أن ترضعي طفلك بشكل متكرر ليلًا ونهارًا، بحيث لا تتجاوز الفترات بين الرضعات 4 إلى 6 ساعات، مع ما لا يقل عن 6 مرات رضاعة في اليوم. 
  • أن لا تكون الدورة الشهرية قد عادت بعد الولادة (أي ما زلتِ في حالة انقطاع الطمث). 

متى تقل فعالية الرضاعة الطبيعية في منع الحمل؟ 

عندما يبدأ طفلك بتناول الطعام الصلب بعد عمر 6 أشهر أو تقل عدد الرضعات، تقل فعالية الرضاعة في منع الحمل، وأي تغيير مثل نوم الطفل لفترات طويلة من دون رضاعة أو إدخال حليب صناعي، يقلل من مستوى هرمون البرولاكتين، وبالتالي يسمح بعودة التبويض. 

صحتك مش مستنية!
احجز دلوقتي مع أفضل الأطباء في أندلسية واستفيد من الخدمة اللي تستحقها.
 احجز من هنا بخطوة واحدة بس

هل يمكن الاعتماد على الرضاعة فقط لمنع الحمل؟ 

يمكن للرضاعة الطبيعية وحدها أن تكون فعالة جدًا إذا التزمتِ بالشروط السابقة بدقة، إذ تكون نسبة حدوث الحمل أقل من 1.5% خلال الأشهر الستة الأولى بعد الولادة. 

لكن في الاستخدام العملي، قد تزيد نسبة الفشل بسبب عدم الانتظام في الرضاعة. 

بعد مرور 6 أشهر أو عند إدخال أطعمة أخرى أو تقليل الرضعات، تصبح هذه الطريقة غير موثوقة وحدها. لذلك، إذا لم تكوني مستعدة للحمل مرة أخرى، يُنصح باستخدام وسيلة إضافية لمنع الحمل لضمان حماية أفضل. 

الرضاعة الطبيعية وعودة الدورة الشهرية 

الرضاعة الطبيعية غالبًا ما تؤخر نزول الدورة الشهرية بعد الولادة، لكن مدة التأخير تختلف من سيدة لأخرى؛ فقد تعود خلال أسابيع قليلة أو بعد مرور أكثر من عام. 

من الممكن أن تعود الدورة الشهرية في أثناء استمرارك في الرضاعة، بل وقد يحدث التبويض قبل نزول أول دورة بعد الولادة، وعودة الدورة الشهرية تُعد إشارة واضحة إلى رجوع الخصوبة من جديد. 

آلاف المرضى اختاروا أندلسية... وانت كمان تقدر!
احجز استشارتك الطبية دلوقتي وابدأ رحلة علاجك مع نخبة الأطباء.

أفضل وسائل منع الحمل مع الرضاعة الطبيعية 

هناك وسائل آمنة يمكنكِ استخدامها في أثناء الرضاعة دون أن تؤثر في كمية الحليب، مثل: 

الحبوب التي تحتوي على هرمون البروجيستين فقط (حبوب منع الحمل المصغرة). 

  • حقن منع الحمل. 
  • الغرسات تحت الجلد. 
  • اللولب الهرموني أو اللولب النحاسي. 

أما الوسائل التي تحتوي على هرمون الإستروجين مع البروجيستين، فيُفضل تجنبها في الفترة الأولى بعد الولادة؛ لأن الإستروجين قد يقلل من إنتاج الحليب. 

كما يمكنكِ استخدام الوسائل الحاجزية، مثل: الواقي الذكري، فهي آمنة وخالية من الهرمونات. 

مخاطر الحمل المبكر أثناء الرضاعة على الأم والطفل 

الحمل في أثناء فترة الرضاعة يكون آمنًا غالبًا إذا كنتِ بصحة جيدة، لكن قد يسبب مخاطر في حالات الحمل المعقدة. 

من أبرز هذه المخاطر: 

  • زيادة احتمال الإجهاض. 
  • انخفاض وزن الجنين عند الولادة
  • تأخر نمو الجنين داخل الرحم. 
  • إصابة الأم بفقر الدم. 
  • حدوث ولادة مبكرة، خاصةً إذا كانت الرضاعة مكثفة في الشهور الأولى من الحمل. 

لذلك، إذا حدث الحمل بعد الولادة بفترة قصيرة، من المهم المتابعة الدقيقة مع الطبيب للحصول على الرعاية المناسبة لكِ ولطفلك. 


ختامًا لما سبق، تساعد الرضاعة الطبيعية على تأخير التبويض بشكل طبيعي في الأشهر الأولى بعد الولادة، لكن هذا التأثير ليس دائمًا ولا يوفر حماية كاملة من الحمل. قد يحدث التبويض حتى قبل عودة الدورة الشهرية. لذلك، إذا لم تكوني مستعدة للحمل، من الأفضل مناقشة خيارات وسائل منع الحمل المناسبة مع طبيبك، مع الاستمرار في الاستفادة من فوائد الرضاعة الطبيعية لكِ ولطفلك. 

 

الأسئلة الشائعة

  • هل يمكن أن يحدث حمل بدون عودة الدورة الشهرية أثناء الرضاعة؟

  • ما نسبة نجاح منع الحمل بالرضاعة مقارنة بالوسائل الأخرى؟

  • هل يؤثر عمر الأم على فعالية الرضاعة في منع الحمل؟

مشاركة المقال