ما هو الصداع الهرموني؟ أسبابه وأعراضه وطرق العلاج
تضطر كثير من النساء إلى مواجهة اعراض الصداع الهرموني بجانب آلام الحمل أو الدورة الشهرية في مراحل مختلفة من حياتهن، ورغم أن هذا النوع من الصداع يُعد طبيعيًا في نسبة كبيرة من السيدات، فهو يمكن أن يعيق أنشطة الحياة اليومية.
قد تظهر أعراض صداع الدورة الشهرية أيضًا في أوقات أخرى مثل فترة سن اليأس، أو عند استخدام موانع الحمل الهرمونية، لذا نقدم لكِ في هذا المقال، أسبابه، وطريقة التمييز بينه وبين الصداع العادي، وأهم النصائح للتخفيف من حدته ومتى يصبح من الضروري زيارة الطبيب.
ما هو الصداع الهرموني؟ ولماذا يحدث للنساء؟
الصداع الهرموني هو أحد أشكال الصداع النصفي التي تُصيب النساء في فترات التقلبات الهرمونية مثل الدورة الشهرية والحمل وسن اليأس، ويرتبط بشكل خاص بانخفاض مستوى الإستروجين قبل وأثناء الدورة الشهرية.
تظهر أعراض الصداع الهرموني عند النساء نتيجة تأثير الاستروجين على الدماغ، والتغييرات في المواد الكيميائية التي تؤثر على الإحساس بالألم، وذلك في الحالات التالية:
- الدورة الشهرية: نتيجة انخفاض مستوى هرموني الإستروجين والبروجيستيرون قبل الدورة الشهرية.
- الحمل: يرتفع فيه مستوى الهرمونات في جسم المرأة، وبالتالي تتحسن الأعراض بشكل واضح خلال فترة الحمل، خاصةً بعد مرور الثلاثة أشهر الأولى.
- سن اليأس وانقطاع الدورة الشهرية: يزداد الصداع في تلك الفترة من حياة المرأة نتيجة التقلبات الهرمونية المستمرة.
- موانع الحمل الهرمونية: يحدث الصداع النصفي عادة في الأسبوع الأخير من الدورة الشهرية عندما لا تحتوي الحبوب على هرمونات.
ما العلاقة بين الدورة الشهرية والصداع؟
ترتبط اعراض الصداع الهرموني بفترة الدورة الشهرية لدى السيدات، إذ يلعب الإستروجين دورًا كبيرًا في تقليل الشعور بالألم داخل المخ، وعندما يقل أو يتغير مستوى هرمون الإستروجين بشكل مفاجئ في نهاية الدورة الشهرية، تزداد شدة الصداع بشكل واضح، وبالتالي تظهر هذه الاعراض قبل بضعة أيام من الحيض، ويمكن أن تستمر حتى اليوم الثاني.
ما الفرق بين الصداع الهرموني والصداع العادي؟
يمكنكِ التمييز بين كل من الصداع الهرموني والصداع العادي من خلال معرفة أعراض كل منهما كما يلي.

يصيب الصداع الهرموني بعض السيدات في المراحل التي يمررن فيها بالتقلبات الهرمونية، وإليكِ أهم أعراض الصداع الهرموني:
- تغيرات في الرؤية أو السمع قبل بدء الصداع.
- ألم في أحد جانبي الرأس.
- تغيرات في الشهية سواء بالزيادة أو النقصان.
- حساسية للضوء والروائح والأصوات.
- رعشة وعرق.
- شحوب البشرة.
- زغللة في الرؤية.
- قلة عدد مرات التبول.
- عدم القدرة على الاتزان.
- الرغبة الملحة في تناول الأملاح أو الكحوليات أو الشيكولاتة.
- ألم في البطن.
على الجانب الآخر، الصداع العادي يمكن أي يحدث لأي شخص نتيجة أسباب عديدة أبرزها الضغط النفسي وعدم النوم لعدد ساعات كافي، وإليكِ أهم أعراضه:
- ألم مستمر حول الجبهة أو الجزء الخلفي من الرأس.
- لا يرتبط بالشعور بالقيء والغثيان.
- تشعرين كأن الوجع يلتف حول رأسك.
- لا يرتبط بحساسية الضوء أو الأصوات.
إلى جانب التفرقة بين الصداع الهرموني والصداع العادي، يجدر أيضًا التعرف على الفارق بين الصداع الهرموني والصداع النصفي. فالصداع الهرموني يظهر بشكل مباشر مع التغيرات الهرمونية في جسم المرأة مثل الدورة الشهرية أو الحمل أو سن اليأس، بينما يتميز الصداع النصفي بأنه ألم نابض قد يكون شديد الحدة، وغالبًا ما يصاحبه أعراض مزعجة مثل الغثيان، القيء، والحساسية تجاه الضوء والأصوات.
هل يزداد الصداع في أيام التبويض أو قبل الدورة فقط؟
نعم، يمكن أن يزداد الصداع في أيام التبويض في نسبة قليلة من النساء، نتيجة الارتفاع الشديد والتقلبات في مستوى الهرمونات والتي تؤدي إلى انطلاق البويضة خارج المبيض.
ما أسباب الصداع الهرموني الشائعة؟
هناك العديد من الأسباب الشائعة التي يمكن أن تسبب الصداع الهرموني والتي ترتبط جميعها بالتقلبات الهرمونية في حياة المرأة، إليكِ أبرزها:
- وسائل منع الحمل الهرمونية: تؤثر أقراص منع الحمل بشكل كبير على الهرمونات في الجسم، إذ تحافظ على مستوى الهرمونات ثابتًا خلال 3 أسابيع، وفي الأسبوع الأخير يقل مستوى الهرمونات أو ينقطع، وعندها تظهر اعراض الصداع الهرموني.
- سن اليأس: يتقلب مستوى هرمون الإستروجين باستمرار خلال السنوات التي تسبق انقطاع الدورة الشهرية، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة شدة وعدد مرات نوبات الصداع الهرموني.
- العلاج الهرموني: يمكن أن يكون العلاج الهرموني سببًا رئيسيًا في الصداع، وذلك لتأثيره على هرمونات الجسم.
- جراحة إزالة المبيض: يتسبب إزالة المبيض لأي سبب من الأسباب في نقص هرمون الإستروجين في جسم المرأة، وبالتالي تزداد شدة نوبات الصداع.
- الحمل: يزداد هرمون الإستروجين خلال أشهر الحمل الأولى بشكل واضح، ثم يبدأ في الاستقرار، الأمر الذي يؤدي إلى تحسن اعراض الصداع الهرموني بعد الشهر الثالث من الحمل.
- الولادة: ترتبط الولادة بانخفاض مفاجئ في مستوى الإستروجين، الأمر الذي يمكن أن يسبب نوبات متكررة من الصداع الهرموني.

هل يُعتبر الصداع مؤشرًا على اضطرابات هرمونية؟
ليس من الضروري أن تدل اعراض الصداع الهرموني على حدوث اضطرابات هرمونية، إذ تشير الإحصائيات إلى أن الصداع الهرموني تغير طبيعي في الجسم يصيب 50-60% من السيدات في فترة ما قبل الحيض.
أفضل الطرق لتخفيف الصداع الهرموني في المنزل
تتكرر اعراض الصداع الهرموني بشكل مستمر لدى بعض السيدات، لذا نقدم لكِ مجموعة من النصائح للتعامل مع هذا النوع من الصداع بطريقة صحيحة حتى استشاؤة الطبيب:
- الأدوية المسكنة التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين ونابروكسين(مضادات الالتهاب غير الستيرويدية).
- استبدال وسائل منع الحمل الهرمونية بوسائل أخرى تحتوي على كمية أقل من الإستروجين أو تعتمد على استخدام البروجستيرون فقط.
- استشارة طبيبكِ قبل تناول أي أدوية خلال فترة الحمل أو الرضاعة.
- استخدام الكمادات الباردة أو الدافئة على رأسك لتشتيت الانتباه عن الألم وتهدئته.
- محاولة الحصول على المزيد من النوم أو الراحة.
- شرب كميات كافية من الماء لتجنب الجفاف.
- استخدام زيت النعناع المُخفف على الرأس.

متى يجب زيارة الطبيب لعلاج الصداع الهرموني؟
يجب عليك زيارة الطبيب في أقرب وقت أو التوجه إلى طوارئ أقرب مستشفى في حالة تطور اعراض الصداع الهرموني، وظهور الأعراض التالية:
- شلل أو ضعف في أحد الذراعين أو كليهما.
- كلام غير واضح أو متلعثم.
- صداع مفاجئ يتسبب في ألم شديد لم يحدث مثله من قبل.
- ارتباط الصداع بارتفاع درجة حرارة الجسم، وتيبس الرقبة، والرؤية المزدوجة أو الطفح الجلدي.
هل تؤثر حبوب منع الحمل على شدة الصداع؟
يختلف تأثير حبوب منع الحمل على اعراض الصداع الهرموني وفقًا لنوع الهرمونات التي تستخدمها كل سيدة، فبعض أنواع الحبوب التي تحتوي على نوعي الهرمونات "استروجين وبروجيستيرون" يمكن أن تزيد من شدة الصداع، خاصةً في الأسبوع الأخير من الدورة الشهرية.
من الضروري استشارة طبيبك قبل تناول حبوب منع الحمل التي تحتوي على الإستروجين، فهي تزيد من احتمالية حدوث التجلطات خاصةً في حالة السيدات اللاتي يعانين من اعراض الصداع النصفي مع الهالة "aura".
عادةً ما تتحسن اعراض الصداع الهرموني إذا كنتِ تتناولين حبوب منع الحمل التي تحتوي على البروجيستيرون فقط، وذلك لدورها في الحفاظ على مستوى ثابت لهرمون الإستروجين في الدم طوال الشهر.
هل الصداع الهرموني يزول بعد انقطاع الدورة (سن اليأس)؟
تزداد شدة اعراض الصداع الهرموني في الفترات الأخيرة ما قبل انقطاع الدورة، نتيجة التقلبات الهرمونية المستمرة التي تختلف من امرأة لأخرى، وترتبط هذه الفترة أيضًا بحدوث الهبات الساخنة والتعرق الليلي وعدم انتظام الدورة الشهرية.
بعد انقطاع الطمث، يقل مستوى الهرمونات في جسم المرأة، وبناءً عليه تقل حدة وتكرار نوبات الصداع النصفي، لكن الأمر قد يحتاج إلى سنوات حتى تستقر الهرمونات وتلاحظي تأثيرًا فعليًا.
في النهاية، فهم اعراض الصداع الهرموني وأسباب حدوثه يمنحكِ القدرة على التحكم فيه والتقليل من تأثيره على حياتكِ اليومية.
رغم أن هذا النوع من الصداع يرتبط بطبيعة الجسم الأنثوي والتقلبات الهرمونية، فإن التعامل الصحيح معه من خلال أساليب الوقاية والعلاج قد يخفف الأعراض بشكل كبير.
آلاف المرضى اختاروا أندلسية... وانت كمان تقدر!
احجز استشارتك الطبية دلوقتي وابدأ رحلة علاجك مع نخبة الأطباء.
الأسئلة الشائعة
هل تناول الكافيين يزيد من حدة الصداع الهرموني؟
هل الصداع الهرموني يؤثر على النوم أو التركيز؟
هل يمكن أن يستمر الصداع الهرموني طوال الدورة؟
مشاركة المقال