ما هي خزعة الرئة ومتى يطلبها الطبيب؟

الخزعة هي اختبار يُجرى لأخذ عينة من الأنسجة من الجسم لفحصها في المختبر. خزعة الرئة هي اختبار لأخذ قطعة صغيرة من الرئة أو عينة من سوائل الرئة،  وذلك باستخدام إبرة خزعة خاصة أو جهاز يشبه الملقط. 

يأخذ الطبيب خزعة الرئة لتأكيد تشخيص سرطان الرئة أو نفي الإصابة به أو لتشخيص بعض أمراض الرئة الأخرى.  

يمكن إجراء خزعة الرئة بعدة طرق. تعتمد الطريقة المستخدمة على مشكلة الرئة، وموقع المشكلة بالتحديد، والحالة العامة للمريض.  

تُوجد عدة طرق لإجراء خزعة الرئة، وتختلف طريقة إجرائها اعتمادًا على نوعها، وبشكل عام، هناك أربعة أنواع من خزعة الرئة، وهي:  

يتم أخذ عينة من الرئة بالإبرة باستخدام إبرة طويلة مجوفة؛ ليزيل عينة صغيرة من الأنسجة الموجودة على الحواف الخارجية للرئة أو أخذ عينة من ماء الرئة تحت التخدير الموضعي دون إجراء شق جراحي في الصدر.  

يلجأ الطبيب إلى خزعة الرئة بالإبرة، إذا كانت أنسجة الرئة غير الطبيعية قريبة من جدار الصدر.  

إذا كان من الصعب الوصول إلى منطقة الأنسجة التي ستُؤخذ العينة منها، فيمكن استخدام التصوير المقطعي المحوسب (الأشعة المقطعية) لتوجيه إبرة الخزعة إلى الموقع المناسب.  

يُسمى هذا النوع من الخزعة أيضًا بـ خزعة الرئة المغلقة أو خزعة الرئة عبر الصدر.  

يُعرف هذا الإجراء أيضًا باسم "تنظير القصبات"، ويُجرى عندما يرغب الطبيب في فحص الممرات الهوائية أيضًا.  

من خلال الإجراء يعطي الطبيب للمريض أدوية مهدئة لمساعدته على الاسترخاء وسيكون واعيًا ولكن  غير مدرك لما يحدث. بعدها يوجه منظارًا (أنبوب طويل ورفيع مزود بكاميرا صغيرة في نهايته) عبر الأنف أو الحلق ليمر خلال القصبة الهوائية وصولًا للمسالك الهوائية المؤدية إلى الرئتين) لأخذ عينة من أنسجة الرئة باستخدام ملقط جراحي دقيق في نهاية المنظار لإزالة قطع صغيرة جدًا من الرئة.  

يُدخل الطبيب منظارًا عبر الصدر للحصول على نسيج من الرئة. يُوضع المنظار بين الأضلاع وصولًا إلى تجويف الصدر، وتُستخدم أدوات جراحية دقيقة لإخراج قطعة صغيرة من أنسجة الرئة.  

يُسمى هذا الإجراء أيضًا بـ "جراحة تنظير الصدر بمساعدة الفيديو (VATS)"، وتُعد خزعة الرئة بالمنظار نوعًا من العمليات الجراحية طفيفة التوغل لتشخيص وعلاج مجموعة متنوعة من الحالات التي تشمل منطقة الصدر.  

تُجرى خزعة الرئة بالمنظار تحت التخدير العام، أو المخدر الموضعي.  

تُجرى هذه الخزعة تحت التخدير العام، وتتضمن إجراء شق صغير في الصدر لإزالة عينة من أنسجة الرئة. عادةً ما يجري الطبيب خزعة الرئة المفتوحة إذا كانت العينة المأخوذة من خزعة الإبرة صغيرة جدًا، ويصعب تشخيصها وعندما لا تنجح الطرق الأخرى أو عندما تكون هناك حاجة إلى قطعة أكبر من أنسجة الرئة لتأكيد التشخيص.  

يجري الطبيب خلال خزعة الرئة المفتوحة عن طريق إجراء قطع (شق) في الجلد للوصول إلى الرئة، لأخذ قطعة صغيرة منها وقد يجري الطبيب بعض العمليات الجراحية في أثناء الخزعة مثل إزالة فص من الرئة.  

تحتاج الخزعة المفتوحة إلى الإقامة في المستشفى طوال الليل.  

تشمل أسباب أخذ خزعة من الرئة عديد من الحالات، ومنها:  

• تشخيص عدوى وأمراض الرئة، مثل التليف الرئوي، وسرطان الرئة.
• تشخيص الحالات التي لا تنجح الطرق الأخرى مثل الأشعة السينية أو المقطعية في تحديد السبب ورائها.
• تحديد السبب وراء تجمع السوائل في الرئة.
• تقييم ما إذا كان الورم الموجود في الرئة سرطانيًا أم غير سرطاني وتحديد مرحلة السرطان، في هذه الحالة تُعرف بـ خزعة سرطان الرئة.
• في حالة اكتشاف شيء غير طبيعي في الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية على الصدر.

قبل الإجراء سيحصل الطبيب على تاريخك الطبي بالكامل. قد يطلب أيضًا مجموعة من اختبارات الدم والفحوص التصويرية للتأكد أن كل الأمور على ما يرام قبل أخذ عينة من الرئة.  

ومن المهم إخبار الطبيب بما يلي:  

• وجود حمل أو رضاعة.
• وجود حساسية تجاه أي أدوية أو التخدير سواء الموضعي أو الكلي.
• الأدوية التي يتناولها المريض بالكامل.
• وجود تاريخ من اضطرابات النزيف أو في حالة تناول أدوية مسيلة للدم مثل الأسبرين.

أما عن الاحتياطات التي سيوصي بها الطبيب قبل إجراء خزعة الرئة فتشمل:  

• الصيام مدة 8 ساعات في حالة إجراء الخزعة تحت التخدير الكلي. أما إذا كانت ستُجرى تحت التخدير الموضعي فيمكن تناول سوائل صافية فقط حتى صباح يوم الإجراء.
• إزالة الحُلي أو أي أشياء قد تعيق الإجراء.

والآن قد تتساءل كيف يتم أخذ عينة من الرئة وهل يحتاج الأمر إلى تخدير كلي أم موضعي. سيحدد الطبيب نوع خزعة الرئة وفقًا لنوع المشكلة التي يعاني منها المريض وصحته العامة ونتائج الفحوص الأخرى.  

تختلف خطوات خزعة الرئة وفقًا لنوعها ولكن في العموم سيطلب طاقم التمريض من المريض خلع الملابس وارتداء ثوب المستشفى. بعدها سيبدأ الطبيب الإجراء من خلال الخطوات التالية:  

تُجرى هذه الخزعة في العيادة الخارجية أو المستشفى وتتضمن طريقة أخذ خزعة من الرئة الخطوات التالية: 

1. تركيب خط وريد في الذراع أو اليد.
2. استخدام الأشعة السينية أو المقطعية لتحديد موقع الخزعة المطلوبة.
3. تطهير الجلد الموجود فوق موقع الخزعة بمحلول مطهر.
4. حقن المخدر الموضعي.
5. إجراء شق صغير فوق موقع الخزعة.
6. إدخال إبرة الخزعة بين الضلوع في الرئة.
7. أخذ العينة ثم سحب إبرة الخزعة.
8. الضغط على موقع الخزعة لبضع دقائق لوقف النزيف.
9. إغلاق الفتحة في الجلد بغرز أو شرائط لاصقة، إذا لزم الأمر.
10. وضع ضمادة معقمة.
11. إرسال عينة الرئة إلى المختبر لفحصها.

تتضمن خزعة الرئة عبر القصبات الهوائية الخطوات التالية:

1. يجلس المريض أو يستلقي على ظهره.
2. يُوضع للمريض قناع الأكسجين، وتُراقب علاماته الحيوية قبل وفي أثناء الإجراء.
3. يُعطى المريض أدوية مهدئة عبر الوريد لمساعدته على الاسترخاء.
4. تُستخدم الأشعة السينية لتحديد موقع الخزعة المطلوبة.
5. يرش الطبيب مخدرًا في الحلق لمنع المريض من التقيؤ في أثناء تمرير المنظار عبر الحلق والقصبة الهوائية وصولًا للرئة.
6. يأخذ الطبيب عينة واحدة أو أكثر باستخدام ملقط جراحي متناهي الدقة في نهاية المنظار.
7. يزيل الطبيب المنظار بعد الانتهاء ويُوضع المريض تحت الملاحظة.

تشبه هذه الخزعة تلك التي تجرى عبر القصبة الهوائية، ولكن تتم عبر شق في الصدر من خلال الخطوات التالية:

1. تخدير المريض كليًا.
2. تطهير الجلد فوق موقع الجراحة بمحلول مطهر.
3. إجراء عدة شقوق في الصدر لإدخال المنظار وأدوات أخذ العينة.
4. إدخال منظار الصدر لتحديد المنطقة المصابة في أنسجة الرئة.
5. أخذ عينة واحدة أو أكثر.
6. إغلاق شق الجلد بغرز أو شرائط لاصقة.
7. وضع ضمادة معقمة.

تُجرى خزعة الرئة المفتوحة عن طريق الخطوات التالية:  

1. تخدير المريض كليًا.
2. تركيب قسطرة بولية لتصريف البول في أثناء الإجراء.
3. تطهير موضع الخزعة.
4. إجراء شق على طول الجزء الأمامي من الصدر.
5. فصل الأضلاع عن بعضها لكشف الرئة.
6. فحص الرئة وإزالة عينة من الأنسجة المشبوهة.
7. في حالة التأكد من وجود ورم فقد يزيل الطبيب جزءًا أكبر من أنسجة الرئة.
8. إغلاق الشق باستخدام الغرز أو الدبابيس الجراحية.
9. وضع ضمادة معقمة.

تُجرى خزعة الرئة عبر القصبة الهوائية وخزعة الرئة المفتوحة تحت التخدير العام، لذا لن يشعر المريض بأي ألم في أثناء الإجراء، أما خزعة الرئة بالإبرة فتتم تحت التخدير الموضعي، ولكن لن يشعر المريض سوي بقليل من الضغط في أثناء دخول الإبرة.  

يرسل الطبيب عينة خزعة الرئة إلى معمل التحاليل، وعادةً ما تظهر النتائج في غضون يومين إلى أربعة أيام وقد تصل إلى أسبوع من وقت الإجراء.  

على الرغم من أن خزعة الرئة قد لا تحتاج وقتًا طويلًا للتعافي ولكن من المهم اتباع بعض النصائح بعدها لتجنب أي آثار جانبية محتملة، وقد ينصحك الطبيب بالتالي:  

• الراحة والحصول على قسط كافِ من النوم.
• المشي تدريجيًا لتعزيز تدفق الدم وتسريع التعافي.
• تجنب الأنشطة المجهدة أو رفع الأثقال، أو التمارين الرياضية لمدة أسبوع واحد أو وفقًا لما يوصي به الطبيب.
• عدم القيادة إلا بعد أن يسمح الطبيب.
• عدم السفر بالطائرة حتى يسمح الطبيب.
• سؤال الطبيب حول متى يمكن استكمال تناول الأدوية.
• ترك الضمادة مدة أسبوع مع تغييرها يوميًا أو كما يوصي الطبيب.
• الاستحمام بعد يوم أو يومين من الإجراء.
• تجفيف الشق الجراحي بعد الاستحمام ووضع مراهم المضادات الحيوية التي يوصي بها الطبيب.
• عدم الاستحمام بماء ساخن حتى يُشفى الجرح بالكامل.

جميع الإجراءات التي تتضمن شقًا جراحيًا أو تنظيرًا قد تحمل بعض المخاطر حتى لو كانت طفيفة التوغل وتختلف درجة المخاطر وفقًا لنوع الإجراء.  

لكن في العموم تشمل مضاعفات أخذ عينة من الرئة :  

• انهيار الرئة: قد يتسبب إدخال الإبرة عبر الرئة في حدوث ثقب يتسرب منه الهواء. عادةً ما يجري الطبيب أشعة سينية بعد عدة ساعات من الإجراء للتحقق من عدم وجود أي تسرب للهواء.
• التهاب الحلق: قد يحدث التهاب في الحلق بعد خزعة الرئة عبر القصبات الهوائية والتي تتم عبر الأنف أو الحلق.
• ألم في موضع دخول الإبرة.
• عدوى في موضع الخزعة.

قد تتضمن مخاطر خزعة الرئة الجراحية ما يلي:  

• تغيرات في ضغط الدم.
• عدوى الصدر.
• ألم في الكتف.
• نزيف.
• جلطات الدم.
• ضربات قلب سريعة.
• النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.

خزعة الرئة هي إجراء يساعد على تشخيص مشكلات الرئة، وتحديد ما إذا كانت أورام الرئة سرطانية أو حميدة، وهو فحص آمن ولا يتسبب في أي مخاطر إلا في حالات نادرة، ومن المهم الالتزام بالتعليمات التي يوصي بها الطبيب حتى يمكن تجنب أي مضاعفات محتملة.