ما أسباب الإكزيما وأنواعها وطرق علاجها وهل يمكن الوقاية منها؟
ظهرت بقعة حمراء صغيرة على يدي، ثم تحولت إلى حكة مزعجة لم تفارقني ليلاً ولا نهارًا" هكذا حكت ندى عن مشكلتها الطويلة مع الاكزيما. رحلة بحثها عن حل جعلتها تكتشف أن الاكزيما ليست مجرد مشكلة جلدية بسيطة، بل حالة مزمنة تحتاج إلى فهم عميق للعوامل التي تسببها وكيفية التعامل معها يوميًا.
في هذا المقال، سنشاركك ما تحتاج معرفته عن الاكزيما: أسبابها، أعراضها، أنواعها، وطرق التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى نصائح عملية تساعدك على الوقاية واستعادة راحة بشرتك.
ما هي الإكزيما؟
الاكزيما ليست مجرد جفاف عادي! بل حالة مزمنة تصيب الجلد، تسبب حكة واحمرارًا مزعجًا قد يبدأ منذ الطفولة ويستمر في أي عمر، وسببها؟ ضعف حاجز الجلد الذي يفقد البشرة رطوبتها ويجعلها أكثر حساسية لأي مهيج أو مادة مسببة للحساسية، فتظهر نوبات الالتهاب من وقت لآخر.

أسبابها (وراثة – مناعة – عوامل بيئية)
لا تظهر الاكزيما من فراغ، بل تنتج عن مزيج من العوامل الداخلية والخارجية التي تعمل معًا وتؤدي إلى تهيج الجلد وظهور الأعراض.
معرفة أسباب الاكزيما تساعدك على التحكم في نوباتها وتقليل شدتها قدر الإمكان.
إليك أهم العوامل وراء الإصابة بها:
- العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي للإصابة بالإكزيما أو الحساسية أو الربو أو حمى القش، يزيد احتمالية الإصابة.
- الجهاز المناعي: فرط نشاط الجهاز المناعي قد يؤدي إلى حدوث التهابات عند التعرض لمهيجات أو مسببات الحساسية.
- العوامل البيئية: ملامسة مهيجات، مثل: المعادن كالنيكل، بالإضافة إلى وبر الحيوانات وحبوب اللقاح وعث الغبار وتغير الطقس أو درجات الحرارة، وحتى التوتر النفسي.
كل هذه العوامل قد تؤدي إلى اشتداد أعراض الأكزيما وظهور النوبات.
الأعراض (احمرار – حكة – جفاف)
الاكزيما ليست متشابهة عند كل الأشخاص، فقد تختلف شدتها ومظهرها من شخص لآخر.
مع ذلك، هناك علامات شائعة قد تدل على الإصابة بها. تعرف على أهم الأعراض التي قد تظهر على بشرتك:
- بقع حمراء أو مائلة للرمادي على الجلد.
- حكة شديدة تزداد غالبًا في أثناء الليل.
- جفاف وخشونة وتقشر أو تشقق في الجلد.
- حبوب صغيرة قد تفرز سوائل عند الحك.
- قشور وتسمك الجلد مع الحكة المزمنة.
- شعور بألم أو حرقة في الجلد وقد تظهر فقاعات أحيانًا.
الأنواع المختلفة للإكزيما
معرفة نوع الإكزيما خطوة أساسية لفهم حالتك واختيار العلاج الأنسب لك، فكل نوع له شكله وأسبابه الخاصة. إليك أشهر أنواع الأكزيما وما يميز كل واحد منها:
التهاب الجلد التأتبي
الأكثر شيوعًا، يسبب جفافًا وحكة وطفحًا جلديًا أحمر، وغالبًا يظهر في ثنيات المرفقين وخلف الركبتين وعلى الوجه وفروة الرأس.
يحتاج هذا النوع المزيد من الترطيب المستمر واستخدام منتجات لطيفة خالية من العطور، لتهدئة الأعراض وتقليل تكرار النوبات.
التهاب الجلد التماسي
يحدث التهاب الجلد التماسي عند ملامسة مهيجات أو مواد مسببة للحساسية، فيسبب احمرارًا وحكة في الجلد. لذلك، التعرف على المادة المهيجة وتجنبها هو الخطوة الأهم في العلاج، مع استخدام كريمات مهدئة لتقليل الالتهاب.
الاكزيما الحويصلية
يتسم هذا النوع من الإكزيما بظهور فقاعات صغيرة مثيرة للحكة على الأصابع أو راحتي اليدين أو باطن القدمين. تبريد المنطقة وتجنب الحك يساعدان على منع العدوى، وقد تحتاج أيضًا إلى كريمات كورتيزون موضعية لتهدئة الالتهاب.
الأكزيما النقطية
تظهر الاكزيما النقطية على شكل بقع دائرية جافة ومتقشرة، غالبًا في الساقين. يساعد الترطيب المكثف واستخدام كريمات طبية مضادة للالتهاب على شفاء البقع ومنع ظهور بقع جديدة.
التشخيص
يساعدك التشخيص المبكر للاكزيما على منع تدهور الحالة أو حدوث مضاعفات. يعتمد الطبيب على مجموعة خطوات دقيقة لتحديد نوع الأكزيما وأسبابها قبل وضع خطة العلاج المناسبة، وتشمل:
مراجعة التاريخ الطبي ومناقشة الأعراض، للتعرف على متى بدأت المشكلة والعوامل التي تزيدها أو تخففها.
الفحص السريري للجلد، لفحص أماكن الطفح وشدته وتحديد نوع الأكزيما.
اختبارات الحساسية أو اختبار اللصقة، للكشف عن المواد التي قد تثير رد فعل تحسسي وتؤدي إلى تهيج الجلد.
استبعاد الأمراض الجلدية الأخرى: مثل الصدفية أو الالتهابات الجلدية، التي قد تشبه الأكزيما.
صحتك مش مستنية!
احجز دلوقتي مع أفضل الأطباء في أندلسية واستفيد من الخدمة اللي تستحقها.
احجز من هنا بخطوة واحدة بس
طرق العلاج (أدوية – كريمات – جلسات)
قد تكون الإكزيما مزعجة، لكن علاجها قد يساعدك على عيش حياة أكثر راحة وهدوء. يركز العلاج على تهدئة الأعراض ومنع عودتها قدر الإمكان، ويشمل عدة خطوات أساسية:
- الأدوية: مثل الكورتيكوستيرويدات الموضعية ومضادات الهيستامين.
- الترطيب المستمر: باستخدام كريمات ومرطبات تعيد بناء حاجز الجلد وتحافظ على رطوبته.
- العلاجات المتقدمة: مثل: العلاج الضوئي في بعض الحالات.
- تجنب المهيجات: عبر التعرف على العوامل التي تثير الأعراض والابتعاد عنها قدر الإمكان.
نصائح للعناية بالبشرة
العناية اليومية بالبشرة هي خط الدفاع الأول ضد نوبات الاكزيما، واتباع بعض الخطوات البسيطة قد يحدث فرقًا كبيرًا في راحة بشرتك. لذلك، ينصح أطباء الجلدية باتباع النصائح التالية:
الترطيب المستمر: استخدم مرطبات لطيفة وخالية من العطور بانتظام للحفاظ على رطوبة بشرتك.
اختيار ماء فاتر: استخدم ماء فاتر بدلًا من الساخن، وتجنب الصابون القاسي على البشرة.
ترطيب بعد الاستحمام مباشرة: ضع المرطب فور الخروج من الحمام لحبس الرطوبة داخل الجلد.
ارتداء أقمشة مريحة: اختار ملابس قطنية ناعمة واترك الصوف أو الأقمشة الصناعية التي قد تهيج الجلد.
حمامات قصيرة ولطيفة: اكتفِ بحمام قصير من 5-10 دقائق لحماية البشرة من الجفاف.
الوقاية من نوبات الإكزيما
الوقاية دائمًا أفضل من العلاج، ومع الاكزيما يمكنك تقليل فرص عودة الأعراض إذا التزمت بخطوات بسيطة في حياتك اليومية. إليك أهم الطرق التي تساعد على تجنب نوبات الإكزيما:
استخدم كريمات أو مراهم مناسبة للحفاظ على ترطيب بشرتك باستمرار.
ابتعد عن المواد المثيرة للحساسية أو المهيجات التي تعلم أنها تسبب لك الأعراض.
خصص وقتًا لممارسة تمارين الاسترخاء أو التنفس العميق لتقليل الضغط النفسي.
استخدم أجهزة ترطيب الهواء خاصةً في الأجواء الجافة.
حافظ على درجة حرارة معتدلة لجسمك قدر الإمكان.

ختامًا، الاكزيما قد تكون مزعجة وتؤثر في راحتك اليومية، لكنها ليست خارج السيطرة. بالتشخيص المبكر واتباع روتين عناية مناسب والالتزام بالعلاج، يمكنك تقليل نوبات التهيج والتمتع ببشرة أكثر صحة وراحة. تذكر أن استشارة طبيب الجلدية هي خطوتك الأولى لوضع خطة علاج تناسب حالتك وتمنحك راحة أكبر على المدى الطويل.
الأسئلة الشائعة
كيف يكون شكل أكزيما الجلد؟
هل الأكزيما معدية باللمس؟
مشاركة المقال