

الزهايمر هو مرض عصبي تنكسي أي أنه يحدث بشكل تدريجي عندما تموت الخلايا العصبية في الدماغ، ما يؤدي إلى ضعف مهارات التفكير والذاكرة. يتطور الزهايمر نتيجة تراكم البروتينات في الدماغ والتي تؤثر في كيفية نقل خلايا الدماغ للرسائل العصبية. مع مرور الوقت، تتضرر مزيد من خلايا الدماغ وتموت، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض.
الزهايمر هو النوع الأكثر شيوعًا من الخرف (الخرف هو اضطراب في الدماغ يؤثر بشكل خطير في قدرة كبار السن على القيام بالأنشطة اليومية)، وهو أحد أمراض الشيخوخة إذ تشير الإحصاءات إلى أنه يؤثر في حوالي 5 ملايين شخص على مستوى العالم، وتشير التقديرات إلى أن هذا العدد سيتضاعف ثلاث مرات تقريبًا بحلول عام 2060.
يؤثر الزهايمر عادةً في الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكبر، وقد يحدث لـ 10٪ فقط من الأشخاص الأصغر سنًا.
يبدأ مرض الزهايمر ببطء ويشمل أولاً أجزاء الدماغ التي تتحكم في التفكير والذاكرة واللغة. قد يواجه الأشخاص المصابون بمرض الزهايمر صعوبة في تذكر الأشياء التي حدثت مؤخرًا أو أسماء الأشخاص الذين يعرفونهم.

مثل جميع أنواع الخرف، يتطور مرض الزهايمر بسبب موت خلايا الدماغ. لا يفهم العلماء بشكل كامل أسباب مرض الزهايمر، على الرغم من أنه يُعتقد أن التقدم في العمر والحالة الصحية والتاريخ العائلي والجينات جميعها من العوامل المساهمة في تطور مرض الزهايمر.
وجدت الأبحاث أن أنسجة المخ لدى الأشخاص المصابين بالزهايمر تحتوي على عدد أقل من الخلايا والوصلات العصبية، كما وجدت رواسب صغيرة من بروتين يُعرف بالبيتا أميلويد على الأنسجة العصبية ويُعتقد أنها السبب وراء موت الخلايا العصبية، ومع ذلك لا يفهم الباحثون السبب المحدد وراء حدوث هذه التغيرات في الدماغ.

يشير المعهد الوطني للشيخوخة إلى أن عوامل الخطر المحتملة للإصابة بمرض الزهايمر تشمل ما يلي:
تختلف أعراض مرض الزهايمر وفقًا لمدى تطور المرض، وفي العموم تتطور أعراضه ببطء على مدى عدة سنوات، وفي بعض الأحيان يُخلط بينها وبين أعراض حالات أخرى تحدث مع التقدم في العمر.
يختلف معدل تقدم الأعراض من شخصٍ لآخر، وليس من الممكن التنبؤ بدقة بمدى سرعة تفاقم الأمر.
بشكل عام، تنقسم أعراض مرض الزهايمر إلى ثلاث مراحل رئيسية.
في المراحل المبكرة، غالبًا ما تكون أعراض مرض الزهايمر خفيفة جدًا وتكون الأعراض الأكثر وضوحا هي عادةً النسيان المتكرر، وقد يعاني الشخص من:
قد تشمل الأعراض المبكرة الأخرى ما يلي:
مع تطور مرض الزهايمر، سوف تتفاقم مشكلات الذاكرة. قد يجد الشخص المصاب بهذه الحالة صعوبة متزايدة في تذكر أسماء الأشخاص الذين يعرفهم وقد يجد صعوبة في التعرف إلى عائلته وأصدقائه.
قد تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:
في المراحل المتأخرة من مرض الزهايمر، تصبح الأعراض حادة ومؤلمة بشكل متزايد بالنسبة للشخص المصاب بالحالة، وكذلك لمقدمي الرعاية له وأصدقائه وعائلته.
تشمل أعراض مرض الزهايمر المتقدمة ما يلي:
في هذه المرحلة، عادةً ما يحتاج الأشخاص المصابون بمرض الزهايمر إلى الدعم لمساعدتهم على ممارسة حياتهم اليومية. على سبيل المثال، قد يحتاجون إلى المساعدة في الأكل والغسيل وارتداء الملابس واستخدام المرحاض، وفي وقت لاحق، قد يصبحون قلقين أو عدوانيين، أو يتجولون بعيدًا عن المنزل. في نهاية المطاف، يحتاجون إلى رعاية كاملة، وهذا يمكن أن يسبب ضغطًا كبيرًا على أفراد الأسرة الذين يجب عليهم الاعتناء بهم.

يلجأ الأطباء إلى عدة طرق لتحديد ما إذا كان الشخص الذي يعاني من مشكلات في الذاكرة مصابًا بمرض الزهايمر، وذلك لأن العديد من الحالات الأخرى، وخاصةً بعض الحالات العصبية، يمكن أن تسبب الخرف وأعراض أخرى مماثلة لمرض الزهايمر.
في الخطوات الأولى لتشخيص مرض الزهايمر، سيطرح الطبيب على المريض وأهله مجموعة من الأسئلة لفهم صحته وحياته اليومية بشكل أفضل. يتضمن التشخيص المبدئي لمرض الزهايمر أسئلة حول:
بعدها سيقوم الطبيب بما يلي:
إذا كان أحد الأشخاص في محيط حياتك سواء كان أحد أقاربك أو أفراد أسرتك يعاني من أعراض مرض الزهايمر وأنت مسؤول عنه، فإن معرفة علامات كل مرحلة من مراحل المرض قد تساعدك على توقع ما هو قادم والاستعداد له والتعامل مع المرض بشكل فعال.
من المهم أن تعي جيدًا أن مرض الزهايمر يؤثر في الجميع بشكل مختلف. قد تختلف سرعة تطوره وشدته من شخصٍ لآخر، وقد يكون من الصعب تحديد المرحلة التي يمر بها المريض لأن المراحل قد تتداخل والمقصود من معرفة مراحل المرض وأعراضها فقط أن تكون بمثابة إرشادات لك.
تبدأ التغيرات في الدماغ المرتبطة بمرض الزهايمر في الحدوث قبل ظهور الأعراض. غالبًا ما تبدأ هذه المرحلة والتي تُعرف بـ "مرض الزهايمر قبل السريري" - قبل 10 أو 15 عامًا من ظهور الأعراض.
لا يُوجد حتى وقتنا هذا علاج لوقف المرض في هذه المرحلة أو منع تفاقمه، لكن الأبحاث مستمرة ولا زال هناك أمل كبير أن تتوافر أدوية في المستقبل القريب تساعد على وقف تطور المرض قبل ظهور الأعراض على الأشخاص.
من الطبيعي أن ينسى أي شخص من وقتٍ لآخر، وقد يحدث هذا النسيان بشكل شائع مع التقدم في العمر، لذا قد يصعب تمييز الزهايمر في هذه المرحلة، لأن الأعراض تشابه الأعراض الطبيعية للتقدم في العمر.
قد يعاني المريض في هذه المرحلة من ضعف في الذاكرة، فيبدأ في نسيان أسماء الأشخاص أو أماكن الأشياء، ولكنه لا يزال قادرًا على ممارسة الأعمال اليومية بكفاءة والحفاظ على الاجتماعيات والتواصل مع المحيطين، ومع ذلك، يصبح النسيان متكررًا.
من المحتمل أن يلاحظ المريض أنه ينسى كثيرًا قبل أن يلاحظه أحد أفراد الأسرة أو المحيطين، ومن المهم في هذه المرحلة زيارة الطبيب لمعرفة السبب وراء النسيان فقد يساعد ذلك على بطء تقدم المرض في حالة تشخيصه في مرحلة مبكرة.
في هذه المرحلة يمكن للمحيطين الشك في أن ما يحدث للمريض لا يتربط بالتقدم في العمر. غالبًا ما يُشخص مرض الزهايمر في هذه المرحلة لأن الشخص عادةً ما يواجه تحديات كبيرة سواء في الذاكرة أو في الروتين اليومي.
يتجاوز الأمر في هذه المرحلة نسيان أسماء الأشخاص أو فقدان الأشياء ووضعها في غير أماكنها، وقد يواجه المريض الأعراض التالية:
قد تؤدي هذه المرحلة إلى مزيد من التوتر للمريض، وقد ينكر بعض المرضى وجود أي خطأ. هذه المشاعر طبيعية، لكن يجب استشارة الطبيب فورًا، للتعامل مع الأمر في وقت مبكر قبل تفاقم الأعراض.
في هذه المرحلة، غالبًا ما يتسبب الزهايمر في مشكلات أخرى إلى جانب ضعف الذاكرة، بما في ذلك بعض الصعوبات في التحدث بشكل سلس وإيجاد الكلمات المناسبة، ومشكلة التنظيم اليومي، وإجراء الحسابات البسيطة.
قد تستمر هذه المرحلة لسنوات عديدة، سيواجه المرضى ضعفًا شديدًا في الذاكرة. قد يتذكرون تفاصيل أساسية عن حياتهم، مثل كونهم متزوجين أم لا، ومن أزواجهم، وغيرها. عادةً ما تكون ذاكرتهم القديمة للأحداث التي حصلت بالماضي أفضل بكثير من ذاكرتهم اليومية، مثل ما حدث لهم أمس، أو ما شاهدوه أو قاموا به من وقت سابق من اليوم.
وتشمل الصعوبات الأخرى خلال هذه المرحلة ما يلي:
خلال هذه المرحلة، قد يصعب على المريض حضور التجمعات العائلية ويشعر بالرغبة في العزلة والتغيرات المزاجية والإحباط من عدم القدرة على التواصل مع الآخرين. قد يتعرض مريض الزهايمر أيضًا لتغيرات أخرى في الشخصية بسبب التلف الحاصل في المخ فيبدأ في الشعور بالشك في الآخرين، أو فقدان الشغف الشديد، أو الاكتئاب. يمكن في كثير من الأحيان تحسين هذه الأعراض باستخدام الأدوية.
حتى الآن، قد يتمكن المريض من العيش بمفرده دون أي تحديات كبيرة، ولكن من المحتمل أن يواجه صعوبة في تذكر الأشخاص المقربين له، مثل أفراد العائلة والأصدقاء. قد يصعب عليه أيضًا تعلم مهارات جديدة، وقد تكون المهام اليومية مثل ارتداء الملابس أو الاستحمام تحديًا كبيرًا بالنسبة له.
قد يواجه المريض أيضًا الأعراض النفسية التالية:
خلال هذه المرحلة يصبح من الصعب على المريض العيش بمفرده، لأنه يفقد القدرة على رعاية نفسه وكيفية التصرف في مواجهة المشكلات مثل إنذار الحريق أو حتى الأحداث اليومية فلا يعلم ماذا يفعل إذا رنّ الهاتف.
يعاني المريض من أعراض أكثر خطورة في هذا الوقت، وهو ما يتطلب وجود شخص مسؤول عن العناية به.
قد يصبح التواصل صعبًا أيضًا خلال هذه المرحلة فلا يتمكن المريض من التعبير عما يريد. قد يواجه أعراضًا شديدة، بما في ذلك: زيادة القلق والهلوسة والأوهام وجنون الارتياب. من المهم أن تتذكر إذا كنت ترعى مريضًا بالزهايمر أنه غير مدرك لما يفعله في هذه المرحلة، لذلك لا تأخذ الأمر على محمل شخصي.
يدمر مرض الزهايمر خلايا المخ، وفي المراحل الأخيرة يسبب ضعفًا عقليًا وجسديًا شديدًا. قد يبدأ جسد الشخص المريض بالتوقف عن العمل بينما يجد عقله صعوبة في التواصل والإدراك.
تزداد احتياجات المريض الحياتية في هذه المرحلة بشكل كبير، وقد يحتاج إلى رعاية على مدار الساعة للمساعدة على المشي والجلوس وتناول الطعام والاستحمام والذهاب إلى الحمام.
وبسبب قلة قدرته على الحركة، يمكن أن يصبح جسمه عرضة للإصابة بالعدوى مثل قرح الفراش وغيرها، وتضعف مناعته بشكل كبير. للمساعدة على تجنب العدوى، يجب الاعتناء بنظافة المريض وتحميمه بانتظام وغسل أسنانه يوميًا، وعلاج الجروح والقرح بمجرد ظهورها.

لا تُوجد طريقة للوقاية من مرض الزهايمر ولكن قد يساعد نمط الحياة الصحي على تعزيز صحة المخ والصحة في العموم. لم تجد الأبحاث حتى الآن طريقة مؤكدة لمنع الإصابة بمرض الزهايمر ولكن لا زالت الدراسات مستمرة.
في العموم يمكن للنصائح التالية تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر:
لا يُوجد حاليًا علاج لمرض الزهايمر يمكن أن يوقف المرض، على الرغم من وجود العديد من الأدوية المعتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) والتي يمكن أن تساعد على التحكم في بعض أعراض المرض ومنع تفاقمها ولكن لفترة محدودة فقط.
معظم الأدوية تعمل بشكل أفضل للأشخاص في المراحل المبكرة أو المتوسطة من مرض الزهايمر. يستكشف الباحثون علاجات دوائية أخرى لتأخير المرض أو الوقاية منه بالإضافة إلى علاج أعراضه.
إلى جانب الأدوية سيضع الطبيب خطة غذائية وحياتية للمريض والمحيطين به لتوجيههم للتعامل معه بشكل صحيح.
إن بدء العلاج في أقرب وقت ممكن لمرض الزهايمر يمكن أن يساعد على الحفاظ على الأداء اليومي لفترة من الوقت، ومع ذلك، فإن الأدوية المتاحة حاليًا لن توقف أو تعكس مرض الزهايمر.
لا يوجد دواء عام لكل مرضى الزهايمر، لأن المرض يؤثر بشكل مختلف في كل مريض، وسيحدد الطبيب الأدوية الأفضل بحسب حالة المريض ومرحلة تطور المرض.
تم الموافقة على نوعين من الأدوية لعلاج أعراض مرض الزهايمر، وهي:
يصف الطبيب هذه الفئة من الأدوية للتحكم في أعراض مرض الزهايمر الخفيف إلى المتوسط.
تشمل هذه الفئة الأدوية التالية:
مثل ميمانتين، وهو دواء معتمد لعلاج أعراض مرض الزهايمر المعتدل إلى الشديد. أظهرت الأبحاث أن الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر الذين يتناولون ميمانتين لديهم قدرة أفضل على ممارسة أنشطة الحياة اليومية مثل الأكل والاستحمام وارتداء الملابس وغيرها من المهارات الأساسية.
منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) موافقة سريعة على عقار "أدوكانوماب" (Aduhelm™)، وهو أول علاج معدّل لمرض الزهايمر. يساعد الدواء على تقليل رواسب الأميلويد في الدماغ.
أدوكانوماب هو دواء جديد، وقد درس الباحثون آثاره على الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر المبكر فقط، ولهذا السبب، قد يساعد الأشخاص فقط في المرحلة المبكرة.
قد يصف الطبيب أيضًا أدوية أخرى للتحكم في الأعراض المصاحبة للزهايمر، بما في ذلك:
إذا تم تشخيص إصابة أحد أحبائك بمرض الزهايمر، فيمكنكِ اتخاذ خطوات لإبقائه مرتاحًا في بيئته والمساعدة على ممارسة حياته، مثل:
إذا كنت تعتني بشخص مصاب بمرض الزهايمر يجب أن يكون المنزل آمنًا، لأنه معرض بشكل كبير لخطر حدوث إصابات.
يمكنك اتخاذ خطوات لجعل المنزل مكانًا أكثر أمانًا مثل:
وصلنا لنهاية المقال، عزيزي القاريء إذا بدأت ملاحظة أعراض مرض الزهايمر على نفسك أو على أحد أقاربك، فإن الأمر لا يحتاج إلى الذعر، من المهم أن تستشير طبيب مخ وأعصاب متخصص، وتحاول أن تخبر أفراد أسرتك وأن يصاحبوك في رحلة العلاج حتى يمكنهم الاستعداد ودعمك في المتسقبل، وتذكر أن هناك دائمًا أمل وأن الأبحاث مستمرة، وأن وجود دواء لمنع تفاقم المرض أو علاجه ليس مستحيلًا.

مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.